للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منوعاً. " فَلَا يهنينكم الظفر. وَلَا يستوطنن بكم الْحَضَر، فَإِن الله بالمرصاد، وَإِلَيْهِ الْمعَاد، وَالله مَا يقوم الظليم إِلَّا على رجلَيْنِ، وَلَا ترن الْقوس إِلَّا على سيتين فأثبتوا فِي الغرز أَرْجُلكُم، فقد هدَاكُمْ فِي المتيهة الخرقاء كَمَا أضلّ أدحيته الحسل. وَسَيعْلَمُ كَيفَ يكون إِذا كَانَ النَّاس عباديد، وَقد نازعتكم الرِّجَال واعترضت عَلَيْكُم الْأُمُور، وساورتكم الحروب بالليوث، وقارعتكم الْأَيَّام بالجيوش، وحمي عَلَيْكُم الْوَطِيس، فيوماً تدعون من لَا يُجيب، وَيَوْما تجيبون من لَا يَدْعُو. وَقد بسط باسطكم كلتا يَدَيْهِ يرى أَنَّهُمَا فِي سَبِيل الله؛ فيد مَقْبُوضَة وَأُخْرَى مَقْصُورَة، والرؤوس تندر عَن الطلى، والكواهل كَمَا ينقف التنوم. فَمَا أبعد نصر الله من الظَّالِمين وَأَسْتَغْفِر الله مَعَ المستغفرين.

أروى بنت الْحَارِث حَدِيثهَا مَعَ مُعَاوِيَة

قيل: دخلت أروى بنت الْحَارِث بن عبد الْمطلب على مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان بِالْمَوْسِمِ وَهِي عَجُوز كَبِيرَة، فَلَمَّا رَآهَا قَالَ: مرْحَبًا بك يَا عمَّة. قَالَت: كَيفَ أَنْت يَا بن أخي، لقد كفرت بعدِي النِّعْمَة، وأسأت لِابْنِ عمك الصُّحْبَة، وتسميت بِغَيْر اسْمك، وَأخذت غير حَقك، بِغَيْر بلَاء كَانَ مِنْك وَلَا من آبَائِك فِي الْإِسْلَام؛ وَلَقَد كَفرْتُمْ بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ. فأتعس الله الجدود، وَصغر مِنْكُم الخدود، حَتَّى رد الله الْحق إِلَى أَهله، وَكَانَت كلمة الله هِيَ الْعليا، وَنَبِينَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ هُوَ الْمَنْصُور على من ناوأه وَلَو كره الْمُشْركُونَ. فَكُنَّا أهل الْبَيْت أعظم النَّاس فِي الدّين حظاً ونصيباً وَقدرا، حَتَّى قبض الله نبيه صلى الله عَلَيْهِ مغفوراً ذَنبه، مَرْفُوعَة دَرَجَته، شريفاً عِنْد الله مرضياً، فصرنا أهل

<<  <  ج: ص:  >  >>