للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُرَيْش إِن النَّبِي الْأُمِّي الْمَبْعُوث مِنْكُم قد أَظَلَّتْكُم أَيَّامه، وَهَذَا أَوَان نجومه أَلا فحي هلا بِالْخصْبِ والحيا؛ أَلا فانظروا مِنْكُم رجلا وَسِيطًا عظاماً جِسَامًا أَبيض بضاً أَوْطَفُ الْأَهْدَاب، أَشمّ الْعرنِين سهل الْخَدين، لَهُ نجر يَكْظِم عَلَيْهِ وَسنة تهدى. إِلَيْهِ أَلا فليدلف هُوَ وَولده، وليدلف مَعَه من كل بطن رجل، فليشنوا من المَاء، وليمسوا من الطّيب ثمَّ ليستلموا الرُّكْن، وليرقوا أَبَا قبيس، وليدع، وليؤمن الْقَوْم على دُعَائِهِ، فغثتم مَا شِئْتُم. قَالَت: فَأَصْبَحت - علم الله - مَذْعُورَة قد وَله قلبِي، واقشعر جلدي لما رَأَيْت فِي مَنَامِي فقصصت رُؤْيَايَ، ونمت فِي شعاب مَكَّة، فوالحرمة وَالْحرم، مَا بَقِي أبطحي إِلَّا قَالَ: هَذَا شيبَة الْحَمد، هَذَا عبد الْمطلب. فتنامت إِلَيْهِ رجالات قُرَيْش، وَهَبَطَ إِلَيْهِ من كل بطن رجل، فَشُنُّوا وَمَسُّوا واستلموا، ثمَّ ارْتَقَوْا أَبَا قبيس، وَطَفِقُوا يزفون حواليه؛ مَا إِن يبلغ سَعْيهمْ مهله، حَتَّى إِذا اسْتَووا بِذرْوَةِ الْجَبَل قَامَ عبد الْمطلب، وَمَعَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ، غُلَام قد أَيفع أَو كرب، فَرفع يَده إِلَى السَّمَاء وَقَالَ: اللَّهُمَّ كاشف الْكُرْبَة، وساد الْخلَّة، أَنْت عَالم غير معلم، مسئول غير مبخل هَذِه عبداك وإماؤك بِعَذِرَاتٍ حَرمك، يَشكونَ إِلَيْك سنتهمْ الَّتِي أذهبت الظلْف والخف، فاسمعن اللَّهُمَّ لنا، وأمطرن غيثاً مُغْدِقًا مريعاً. فَمَا راموا الْكَعْبَة حَتَّى تَفَجَّرَتْ السَّمَاء بِمَائِهَا، وكظ الْوَادي بشجيجه فلسمعت شَيْخَانِ قُرَيْش وجلتها؛ عبد الله بن جدعَان، وَحرب بن أُميَّة، وَهِشَام بن الْمُغيرَة يَقُولُونَ لعبد الْمطلب: هَنِيئًا لَك أَبَا الْبَطْحَاء هَنِيئًا لَك.

هِنْد بنت عتبَة وصف من خطب هندا ليعرف أَبوهَا رأيها

قَالَت هِنْد بنت عتبَة لأَبِيهَا: إِنِّي امْرَأَة قد ملكت أَمْرِي، فَلَا تزَوجنِي رجلا

<<  <  ج: ص:  >  >>