الْبَاب الثَّانِي فقر وَحكم للأعراب
ذكرُوا أَن قوما أَضَلُّوا الطَّرِيق، فاستأجروا أَعْرَابِيًا يدلهم على الطَّرِيق، فَقَالَ: إِنِّي وَالله مَا أخرج مَعكُمْ حَتَّى أشرط لكم وَعَلَيْكُم. قَالُوا: فهات مَالك. قَالَ: يَدي مَعَ أَيْدِيكُم فِي الْحَار والقار. ولي مَوضِع فِي النَّار موسع عَليّ فِيهَا، وَذكر وَالِدي محرم عَلَيْكُم. قَالُوا: فَهَذَا لَك، فَمَا لنا عَلَيْك إِن أذنبت؟ قَالَ: إعراضة لَا تُؤدِّي إِلَى عتب، وهجرة لَا تمنع من مجامعة السفرة. قَالُوا: فَإِن لم تعتب؟ قَالَ: حذفة بالعصا أَصَابَت أم أَخْطَأت. كَانَ الرشيد معجباً بِخَط إِسْمَاعِيل بن صبح فَقَالَ لأعرابي حَضَره: صف إِسْمَاعِيل. فَقَالَ: مَا رَأَيْت أطيش من قلمه، وَلَا أثبت من حلمه. مدح أَعْرَابِي رجلا برقة اللِّسَان فَقَالَ: كَانَ وَالله لِسَانه أرق من ورقة، وألين من سَرقَة. وَقَالَ آخر: أتيناه فَأخْرج لِسَانه كَأَنَّهُ مِخْرَاق لاعب. نظر عمر بن الْخطاب إِلَى نهشل بن قطن وَكَانَ ملتفاً فِي بت فِي نَاحيَة الْمَسْجِد، وزاده آهبة وَقلة. وَعرف تَقْدِيم الْعَرَب لَهُ فِي الحكم وَالْعلم فَأحب أَن يكشفه ويسبر مَا عِنْده فَقَالَ: أَرَأَيْت لَو تنافرا إِلَيْك الْيَوْم لأيهما كنت تنفر، يَعْنِي عَلْقَمَة بن علاثة وعامر بن الطُّفَيْل. قَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو قلت فيهمَا كلمة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute