الْبَاب السَّابِع فضول الْكتاب والوزراء وتوقيعات ونكت من كَلَامهم ونوادر لَهُم
أمرَ المأْمونُ أَحْمد بن يُوسُف أَن يكْتب فِي الْآفَاق بتعليق المصابيح فِي الْمَسَاجِد فِي شهْر رَمَضَان. قَالَ: فأخذتُ القِرْطاسَ لأكتب، فاستعْجم عَليّ، ففكَّرتُ طَويلا، ثمَّ غشِيتَنْي نعْسةٌ فَقيل لي: اكتبْ: فإنَّ فِي كَثْرَة المصابيح إضاءةً للمتهجِّدين، وأنْساً للسَّابلةِ، ونفياً لمكامِن الرِّيب، وتنزيها لبيوت الله عَن وحْشة الظُّلم. أهْدى سعيدُ بن حميد إِلَى الْمَأْمُون فِي يَوْم مِهْرَجان خِوان جزْع، وَاتخذ ميلًا من ذهب بِقدر، وَحمله مَعَه. وَكتب إِلَيْهِ: قد أهديت إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ خوان جزع ميلًا فِي ميل. فاستحسَن ذَلِك وَقَبله. وقَّع جَعْفَر بنُ يحيى فِي رُقَعِة متُحرِّم بِهِ: هَذَا فَتى لَهُ حرمةُ الأمل، فامتحنه بِالْعَمَلِ، فَإِن كَانَ كَافِيا فالسلطانُ لَهُ دُوننَا، وَإِن لم يكن كَافِيا فَنحْن لَهُ دون السُّلْطَان. كتبَ أَحْمد بن يُوسُف إِلَى إِسْحَاق الْموصِلِي وَقد زَارَهُ إِبْرَاهِيم بنُ الْمهْدي: عِنْدِي مَنْ أَنا عندَه، وحجَّتُنا عَلَيْك إعلامنا إياك ذَلِك قد أذنَّاك.
فصل لِأَحْمَد بن يُوسُف
أَكثر من يلجأُ إِلَى الحيلةِ مَنْ عجز عَن المبادأة والإصحار، وَأكْثر مَنْ يروم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute