للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ عَنْهَا فكلموها فِي الصُّلْح عَن مِيرَاثه. فَقَالَت: مَا كنت لآخذ لَهُ مِيرَاثا أبدا، وَخرجت إِلَى الْبَصْرَة، فَبعث إِلَيْهَا نفر يخطبونها مِنْهُم يزِيد بن مُعَاوِيَة - لَعنه الله - وَعبد الله بن الزبير وَسَعِيد بن الْعَاصِ وَعبد الله بن عَامر فَأَتَاهَا إخوتها فَقَالُوا لَهَا: هَذَا ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ، وَهَذَا ابْن عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ، وَهَذَا ابْن حواريه، وَهَذَا ابْن عَامر أَمِير الْبَصْرَة. اخْتَارِي من شِئْت مِنْهُم. قَالَ: فردتهم جَمِيعًا. وَقَالَت: مَا كنت لأتخذ حماً بعد ابْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ.

ابْن زِيَاد وخارجية

وَقَالَ الْمَدَائِنِي: أَتَى عبيد الله بن زِيَاد بِامْرَأَة من الْخَوَارِج، فَقطع رجلهَا وَقَالَ لَهَا: كَيفَ تَرين؟ فَقَالَت: إِن فِي الْفِكر فِي هول المطلع لشغلاً عَن حديدتكم هَذِه. ثمَّ قطع رجلهَا الْأُخْرَى وجذبها، فَوضعت يَدهَا على فرجهَا. فَقَالَ: إِنَّك لتسترينه. فَقَالَت: لَكِن سميَّة أمك لم تكن تستره قَالَ الْمهْدي للخيزران أم مُوسَى وَهَارُون ابنيه: إِن مُوسَى ابْنك يتيه أَن يسألني حَوَائِجه. قَالَت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، ألم تَكُ أَنْت فِي حَيَاة الْمَنْصُور لَا تبتدئه بحوائجك، وتحب أَن يبتدئك هُوَ؟ فموسى ابْنك كَذَلِك يحب مِنْك. قَالَ: لَا، وَلَكِن التيه يمنعهُ. قَالَت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ؛ فَمن أَيْن أَتَاهُ التيه؟ أَمن قبلي أم قبلك؟

حِكَايَة مَعَ أعرابية

رُوِيَ عَن بَعضهم أَنه قَالَ: بَينا أَنا ذَات يَوْم بالبادية، فَخرجت فِي بعض اللَّيَالِي فِي الظُّلم، فَإِذا أَنا بِجَارِيَة كَأَنَّهَا علم، فأردتها على نَفسهَا فَقَالَت: وَيحك {أما لَا زاجر من عقل إِذْ لم يكن لَك ناه من دين؟ قلت لَهَا: وَالله مَا يَرَانَا شَيْء إِلَّا الْكَوَاكِب. قَالَت: وَيحك. وَأَيْنَ مكوكبها؟} ٣٨٢ قَالَ الجاحظ: لما مَاتَ رَقَبَة بن مصقلة أوصى إِلَى رجل وَدفع إِلَيْهِ شَيْئا. فَقَالَ: ادفعه إِلَى أُخْتِي. فَسَأَلَ الرجل عَنْهَا فَخرجت إِلَيْهِ فَقَالَ لَهَا: أحضريني شَاهِدين يَشْهَدَانِ أَنَّك أُخْته. فَأرْسلت جاريتها إِلَى الإِمَام والمؤذن ليشهدا لَهَا. واستندت إِلَى الْحَائِط فَقَالَت: الْحَمد لله الَّذِي أبرز وَجْهي، وأنطق عني، وَشهر

<<  <  ج: ص:  >  >>