للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهلاً روياً فضفاضاً، تطفح ضفتاه، ولأصدرهم بطاناً، وَقد تحيز بهم الرَّأْي، غير مستحل مِنْهُ بطائل، إِلَّا بغمر الناهل، أَو دعة سُورَة الساغب، ولفتحت عَلَيْهِم بَرَكَات من السَّمَاء، وسيأخذهم الله بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. أَلا هَلُمَّ فاستمع. وَمَا عِشْت أَرَاك الدَّهْر عجبا وَإِن تعجب فَعجب لحادث إِلَى ملْجأ لجئوا واستندوا، وَبِأَيِّ عُرْوَة تمسكوا، " لبئس الْمولى ولبئس العشير ". واستبدلوا وَالله الذنابى بالقوادم، وَالْعجز بالكاهل، فرغماً لمعاطس قوم يحسبون أَنهم يحسنون صنعا " أَلا إِنَّهُم هم المفسدون وَلَكِن لَا يَشْعُرُونَ " ويحهم " أَفَمَن يهدي إِلَى الْحق أَحَق أَن يتبع أَمن لَا يهدي إِلَّا أَن يهدى فَمَا لكم كَيفَ تحكمون ". أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظرة ريث مَا تنْتج، ثمَّ احتلبوا طلاع الْقَعْب دَمًا عبيطا، وذعافاً ممقراً، فهنالك يخسر المبطلون، وَيعرف التالون غب مَا أسس الْأَولونَ، ثمَّ طيبُوا عَن أَنفسكُم أنفساً، وطامنوا للفتنة جأشاً، وَأَبْشِرُوا بِسيف صارم، وبهرج شَامِل، واستبداد من الظَّالِمين، يدع فيئكم زهيداً، وجمعكم حصيداً فيا حسرة بكم، وَقد عميت عَلَيْكُم " أنلزمكموها وَأَنْتُم لَهَا كَارِهُون ".

عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا

روى أَنه لما كَانَ يَوْم الْجمل قَامَت عَائِشَة فتكلمت فَقَالَت: أَيهَا النَّاس، إِن لي عَلَيْكُم حق الأمومة وَحقّ الموعظة، لَا يتهمني إِلَّا من

<<  <  ج: ص:  >  >>