الْكتاب فابتدأ ابْن أبي الشَّوَارِب يملي عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ المستعين: أمسك عافاك الله، ثمَّ كتب: أقرّ أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتصم بِاللَّه: " أَنه قد بَايع أَبَا عبد الله المعتز بِاللَّه، هَذِه الْبيعَة المنسوخة فِي هَذَا الْكتاب، مُوجبا على نَفسه كل الشَّرَائِط المثبتة فِيهِ، والعهود الْمُؤَكّدَة. وَأشْهد الله وَمَلَائِكَته على جَمِيع ذَلِك، وَأشْهد من حضر، وَكفى بِاللَّه شَهِيدا ". قَالَ: فَعجب النَّاس من فهمه وبلاغته. وَقَالَ الْحسن بن أبي الشَّوَارِب: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أشهد عَلَيْك بِمَا فِي هَذَا الْكتاب؟ قَالَ: نعم خار الله لَك يَا أَبَا الْعَبَّاس.
[المعتز]
قَالَ الزبير: لما وفدت على المتَوَكل قَالَ لي: أَدخل إِلَى أبي الْعَبَّاس يَعْنِي المعتز، فَدخلت إِلَيْهِ وَهُوَ صبي فَحَدَّثته وأنشدته فَسَأَلَنِي عَن الْحجاز وَأَهله، ثمَّ نهضت لأنصرف فَعَثَرَتْ فَسَقَطت، فَقَالَ لي المعتز: يَا زبير: كم عَثْرَة لي بِاللِّسَانِ عثرتها ... تفرق من بعد اجْتِمَاع من لاشمل يَمُوت الْفَتى من عَثْرَة بِلِسَانِهِ ... وَلَيْسَ يَمُوت الْمَرْء من عَثْرَة الرجل قَالَ أَحْمد بن وَزِير الْبَصْرِيّ: مَا رَأَيْت أحسن وَجها من المعتز وَلَا أبلغ خطابا، قَالَ لي لما ولاني الْقَضَاء، يَا أَحْمد قد وليتك الْقَضَاء وَإِنَّمَا هِيَ الدِّمَاء والفروج وَالْأَمْوَال ينفذ فِيهَا حكمك وَلَا يرد أَمرك، فَاتق الله، وَانْظُر مَا أَنْت صانع.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute