الْبَاب السَّادِس عشر نَوَادِر البغائين
قَالَ بَعضهم: قلتُ لرجل كَانَ يتعاطى الأدبَ - وَكَانَ مُتَّهمًا -: مَا معنَى قولِهم: " إِذا عزَّ أخُوك فَهُنْ؟ " قَالَ: إِذا لَمْ ينم لتنيكَه فنَمْ حَتَّى ينيكَكَ. دخل عبَادَة على المتَوَكل وَهُوَ نائمٌ، وَمَعَهُ فِي الْفراش أسود قد ظَهرت رجْلاه من اللحافِ، فَقَالَ عبَادَة: يَا أميرَ الْمُؤمنِينَ. بت البارحةَ فِي خُفيكَ وَكَانَ المتَوَكل مِمَّن يُرمى ويتهم بذلك، وخبَره فِي أَمر بشياط الهليوف معروفٌ. قيل لمأْبون: إِن بنتك بِهِ أبنَة فَقَالَ: قيل لِابْنِ عوْن: إِن المتوكلَ قد بنَى بناءَين سماهما الشاةَ: والعروس فَقَالَ: قد فرغ من تحميل النَّاس على النَّاس حَتَّى صَار يُنايك بينْ الأبِنيَةِ فَقَالَ وَقع بينَ أَحْمد بن السندي وبينَ غُلَامه كلامٌ، فَهجَرهُ الغلامُ أَيَّامًا فكادَ أَن يُجَنَّ، فتحمَّل عَلَيْهِ بغَرسَةَ المحتِسب، فَلم يُجبْه الغُلام. وَكَانَ غرسةُ أَيْضا مأبوناً. فَقَالَ: يَا غلامُ. لَو كَانَ أيرك مثل أير بغْل سماعةَ مَا زادَ على هَذَا. فَقَالَ أَحْمد بنُ السندي هُوَ قريبُ مِنْهُ. وَتحمل عَلَيْهِ بإخوانه حَتَّى صالحَهُ، وَاتخذ دَعْوَة أرْعَد فِيهَا وأبْرق. فقيلَ للحنْظلي: عِنْدَ مَنْ كنتُم أمس؟ قَالَ: كُنَّا فِي دَعْوة أير غُلَام أَحْمد بن السنْدي ومرَّ أحمدُ بنُ السندي ببغْل أبي كَانَ الطَّحان - وَقد أدْلىَ - فوقفَ بإزائه ثمَّ تنفس الصُّعَداءَ، فقالَ: هَذَا الأير {} لَا مَا نُعللُ بِهِ استاهنا أَرْبَعِينَ سنة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute