للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حلف رجل من الْأَعْرَاب بِالْيَمَامَةِ أَلا يكْشف لامْرَأَته ثوبا، فَسَأَلَ القَاضِي فَأمره باعتزالها. فَقَالَت مَرْيَم بنت الْحَرِيش: لتكشف هِيَ ثوبها صاغرة قميئة. فَأمرهَا القَاضِي بذلك. اخْتلف إِبْرَاهِيم بن هِشَام وقرشي فِي حرف، فحكما أَبَا عُبَيْدَة بن مُحَمَّد بن عمار، فَقَالَ: أما أَفرس الْكَلَامَيْنِ فَمَا يَقُول الْأَمِير، وَأما مَا يَقُول النحويون الخبثاء فَمَا يَقُول هَذَا.

حِيلَة رجل

حدث الْمَدَائِنِي أَن مُخَارق بن غفار ومعن بن زَائِدَة فِي فوارس لقيا رجلا بِبِلَاد الشّرك وَمَعَهُ جَارِيَة لم ير مثلهَا شبَابًا وجمالاً، فصاحوا بِهِ أَن خل عَنْهَا وَمَعَهُ قَوس لَهُ فَرمى بَعضهم وجرحه، فهابوا الْإِقْدَام عَلَيْهِ، ثمَّ عَاد ليرمي فَانْقَطع وتره فَأسلم الْجَارِيَة واستند فِي جبل كَانَ قَرِيبا مِنْهُ، فابتدروا الْجَارِيَة وَفِي أذنها قرط فِيهِ درة فانتزعه بَعضهم من أذنها فَقَالَت: وَمَا قدر هَذِه؟ فَكيف لَو رَأَيْتُمْ درتين قلنسوته؟ فَاتَّبعُوهُ فَقَالَ: مالكم؟ ألم أدع لكم بغيتكم؟ قَالُوا: ألق مَا فِي قلنسوتك. فَرفع قلنسوته عَن رَأسه، فَإِذا فِيهَا وتر للقوس قد كَانَ أعده فأنسيه من الدهش. فَلَمَّا رَآهُ عقده فِي قوسه فولى الْقَوْم لَيست لَهُم همة إِلَّا أَن ينجوا بِأَنْفسِهِم وخلوا عَن الْجَارِيَة.

هدبة بن الخشرم وَامْرَأَة عَمه

قدم هدبة بن الخشرم ليقاد بِابْن عَمه زِيَادَة، وَأخذ ابْن زِيَادَة السَّيْف وَقد ضوعفت لَهُ الدِّيَة حَتَّى بلغت مائَة ألف دِرْهَم، فخافت أم الْغُلَام أَن يقبل ابْنهَا الدِّيَة وَلَا يقْتله فَقَالَت: أعْطى الله عهدا لَئِن لم تقتله لأتزوجنه فَيكون قد قتل أَبَاك ونكح أمك. فَقتله.

حِيلَة امْرَأَة

وَحدث الْمَدَائِنِي أَن قوما من الْمُسلمين أَسرُّوا قوما من الرّوم وَكَانَ فيهم فتيَان أخوة فَضربُوا أَعْنَاقهم، وَأخذُوا أمّهم وهم لَا يعرفونها، فأحبت أَن تقتل وَلَا

<<  <  ج: ص:  >  >>