الْبَاب الثَّانِي كَلَام الْحجَّاج
خطب فَقَالَ: أَيهَا الناسُ. من أعْياه داؤه فعنْدي دَواؤه، وَمن اسْتبط أَجله، فعلى أنْ أعجِّله. ومَنْ ثَقْلَ عَلَيْهِ رأسُه وضَعْتُ عَنهُ ثِقلَه، وَمن استطال ماضي عمره قصرْتُ عَلَيْهِ باقيَهُ: إنّ للشيطانِ طيفاً، وللسُّلطان سَيْفاً، فَمن سَقمتُ سريرَتُه صحت عقوبتُه، ومَن وضعَه ذنُبه رفعهُ صَلُبه، ومَن لم تسَعْهُ العافيةُ لم تضق عَنهُ الهلكةُ. وَمن سبقتهُ بادرةُ فَمه سَبقَ بدنَهُ بسفك دَمه. إِنِّي أنذرُ ثمَّ لَا أنظرُ، وأحذِّر ثمَّ لَا أعْذِر، وأتوعَّد ثمَّ لَا أغْفِر. إِنَّمَا أفْسدكُم تَرْنيقُ ولانكمُ. ومَنْ استرخى لببُه سَاءَ أدبُه. إِن الحزم والعزم سلباً مني سَوْطِي، وأبدلاني بِهِ سَيفي، فقائمهُ فِي يَدي ونِجَادُه فِي عنقِي، وذُبابُه قلادةٌ لمَنْ عَصَانِي. وَالله لَا آمُر أحَدكم أَن يخرج من بَاب من أَبْوَاب الْمَسْجِد، فيخْرجَ من الْبَاب الَّذِي يَلِيهِ إلاّ ضربتُ عُنُقه. وخبط لما أَرَادَ الْحَج، فَقَالَ: أَيهَا الناسُ. إِنِّي أريدُ الحجَّ، وَقد استخْلفتُ عَلَيْكُم ابْني. وأوصيتُه بخلافِ وَصِيَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْأَنْصَار، فإنَّه أمرَ أَن يُقبلَ منْ مُحسنهم، ويُتجَاوز عَن مُسيئهم: أَلا وَإِنِّي أوصيتُه أَلا يقبل من مُحسنكم، وَلَا يتَجَاوَز عَن مُسيئكم. أَلا وإنكُم سَتقولُون بعّدي: لَا أحْسن الله لَهُ الصِّحابة. أَلا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute