ونفيس زينتها، فَإِنَّكُم من ذَاك بَين قضيتين: عَاجل الْخَفْض والدعة، وآجل الْجَزَاء والمثوبة. عصمكم الله من الشَّيْطَان، وفتنته ونزغه، وأيدكم بِحسن معونته وَحفظه. انهضوا - رحمكم الله - لقبض أعطياتكم غير مَقْطُوعَة عَنْكُم، وَلَا مَمْنُوعَة مِنْكُم، وَلَا مكدرة عَلَيْكُم إِن شَاءَ الله. قَالَ: فَخرج الْقَوْم بداراً كلهم يخَاف أَن تكون السطوة بِهِ. سمع عبد الْملك شعر عمر بن أبي ربيعَة، فَقَالَ: بئس الْجَار الغيور أَنْت، وَكَانَ يَقُول: حقد السُّلْطَان عجز، وَالْأَخْذ بِالْقُدْرَةِ لؤم، وَالْعَفو أقرب للتقوى، وَأتم للنعمة.
الْوَلِيد بن عبد الْملك
جَاءَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ: عَن فلَانا نَالَ مِنْك. قَالَ: أَتُرِيدُ أَن تقتص أوتارك من النَّاس بِي؟ . وهرب من الطَّاعُون، فَقَالَ لَهُ رجلٌ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الله تَعَالَى يَقُول: " لن ينفعكم الْفِرَار من الْمَوْت أَو الْقَتْل وإذأً لَا تمتعون إِلَّا قَلِيل " فَقَالَ الْوَلِيد: إِنَّمَا نُرِيد ذَلِك الْقَلِيل. وَقَالَ لَهُ رجل: عَن فلَانا شتمك، فأكب، ثمَّ قَالَ: أرَاهُ شتمك. وَكَانَ الْوَلِيد لحاناً فَدخل عَلَيْهِ يَوْمًا رجل من الْعَرَب، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد: مَا شَأْنك؟ قَالَ: أود فِي أنفي واعوجاج. فَقَالَ لَهُ رجل من أَصْحَابه: إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ يَقُول لَك: مَا شَأْنك؟ فَقَالَ: كَذَا وَكَذَا: وَدخل إِلَيْهِ آخر فتظلم من ختن لَهُ. فَقَالَ الْوَلِيد: من ختنك؟ فَقَالَ: معذر فِي الْحَيّ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute