للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَتغير وَجه الْهَادِي، ونكس رَأسه، ثمَّ رَفعه، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعت أبي يحدث عَن أَبِيه الْمَنْصُور عَن أَبِيه مُحَمَّد بن عَليّ عَن أَبِيه عَليّ بن عبد الله عَن أَبِيه عبد الله بن الْعَبَّاس قَالَ: " من أَرَادَ هوان قُرَيْش أهانه الله " وَأَنت يَا عَدو الله، لم ترض بِأَن أردْت ذَلِك من قُرَيْش حَتَّى تخطيت إِلَى ذكر رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم -. اضربوا عُنُقه فَقتل.

[الرشيد]

قَالَ لحاجبه: احجب عني من إِذا قعد أَطَالَ، وَإِذا سَأَلَ أحَال، وَلَا تستخفن بِذِي الْحُرْمَة، وَقدم أَبنَاء الدعْوَة ٠ عرض لَهُ رجل وَهُوَ يطوف بِالْبَيْتِ، فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِنِّي أُرِيد أَن أُكَلِّمك بِكَلَام فِيهِ خشونة فاحتمله لي. قَالَ: لَا، وَلَا كَرَامَة، قد بعث الله من هُوَ خير مِنْك إِلَى من هُوَ شَرّ مني، فَقَالَ: " فقولا لَهُ قولا لينًا " وَلما احْتضرَ قَالَ: وَا حيائي من رَسُول الله. ودعا بِعَبْد الْملك بن صَالح وَعِنْده وُلَاة عَهده وقواد جنده، فجيئ بِهِ وَهُوَ يرسف فِي قَيده، فَلَمَّا مثل بَين يَدي الرشيد. قَالَ الرشيد: أُرِيد حَيَاته وَيُرِيد قَتْلِي ... عذيرك من خَلِيلك من مُرَاد وَالله لكَأَنِّي أنظر إِلَى شؤبوبها وَقد همع، وَإِلَى عارضها وَقد لمع، وَإِلَى الْوَعيد قد أورى نَارا، فأقلع عَن رُؤُوس بِلَا غلاصم، ومعاصم بِلَا براجم، مهلا مهلا بني هَاشم، فَبِي سهل لكم الوعر، وَصفا لكم الكدر، فنذار نذار من حُلُول داهية خبوط بِالْيَدِ، لبوط بِالرجلِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>