الْبَاب الثَّالِث عشر نَوَادِر من النَّحْو واللحن
سمع رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجُلاً قَرَأَ، فلَحنَ فَقَالَ أرشدوا أَخَاكُم. قَالَ الأصْمَعي: قلتُ لأبي مَهْديّة: كَيفَ تقولُ: لَا طِيبَ إِلَّا المسكُ قَالَ: فأينَ أَنْت عَن العنبر؟ قلتُ: فَقل لَا طِيبَ إِلَّا المسكُ والعنبر. فَقَالَ: أَيْن أَنْت عَن البان؟ قلتُ: قُلْ لَا طِيبَ إِلَّا المِسكُ والعنبرُ والبَانُ. قَال: فأيْنَ أنْت عَن أدْهان محُمر؟ قَالَ قلتُ: فَقل لَا طيبَ إِلَّا المسكُ والعنبر والبانُ وأدهانُ محمَرّ. قَالَ: فَأَيْنَ أَنْت عَن فارة الْإِبِل صادرةً؟ عمِلَ بعضُ النَّحُويين كتابا فِي التَّصغير، وأهداهُ إِلَى رَئِيس كَانَ يختلفُ إِلَيْهِ، فَنَقص عطَّيتَه، فصنَّف كتابا فِي الْعَطف، وأهدَاهُ إِلَيْهِ، وَكتب مَعَه: رأيتُ بابَ التصغير قد صغرني عِنْد الْوَزير، أرجُو أنْ يعطِفَهُ على بابُ العطفِ. سَمِعت الصاحبَ - رَحْمَة اللهُ - يَقُول: كَانَ سببُ اتِّصَال ابْن قريعَةَ القَاضِي بالوزير أبي مُحَمَّد المهلبي أَن ابنَ قريعةَ كَانَ قَيِّمَ رحى لَهُ، فرفعَ إِلَيْهِ حِساباً، فِيهِ دِرْهَمَانِ ودانقان، وحَبَّتان، فدعاهُ، وأنكرَ عَلَيْهِ الإعرابَ فِي الْحساب. فَقَالَ: أيُّها الوزيرُ، صارَ لي طَبْعاً، فلستُ أَسْتَطِيع لَهُ دَفْعاً. فَقَالَ: أَنا أزيلُه عَنْك صَفْعاً. ثمَّ استداناهُ بعد ذَلِك، وقرَّبُه. قَالَ نحوي لرجل: هَل ينصرفُ إسماعيلُ؟ قَالَ: نعم. إِذا صلى العشاءَ فَمَا قُعوده؟
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute