الْبَاب الْحَادِي وَالْعشْرُونَ نَوَادِر اللُّصُوص وَمن سرق لَهُ شَيْء
سرق لرجل دَرَاهِم. فَقيل لَهُ: هِيَ فِي ميزانك. قَالَ: مَعَ الْمِيزَان سرقت. وسرق خرج آخر وَفِيه ثِيَابه وأسبابه، فَقيل لَهُ: وَجب أَن تقْرَأ عَلَيْهِ سُورَة يس، وتعوّذه بهَا. فَقَالَ: كَانَ جَامع الْقُرْآن كُله فِي الخرج. أُخذ طرّار كَانَ قطع طرفا من مركب لنصر بن هَارُون النَّصْرَانِي وَزِير عضد الدولة. فَقيل لَهُ: تجسر على هَذَا فِي مثل هَذِه الْأَيَّام، وَمَعَ سيّد الْملك وهيبة وزيره؟ فَقَالَ: إِن الله تَعَالَى هُوَ أجلّ من الْملك، وَأمره أَعلَى من أمره، وَلست أترك مَا أنزل الله فِي الْقُرْآن لرجل كَافِر نَصْرَانِيّ، وَلَا خوفًا من الْملك، فَقَالُوا: وَمَا الَّذِي أنزل الله فِي الْقُرْآن بِمَا يرخص ذَلِك؟ قَالَ: قَوْله تَعَالَى: " ليقطع طرفا من الَّذين كفرُوا ". لَقِي اللُّصُوص رجلا، فَلَمَّا أَرَادوا نزع ثِيَابه قَالَ لَهُم: لَا تَأْخُذُوا ثِيَابِي؛ فَإِنِّي أبْعث إِلَيْكُم بِثمنِهَا. فَقَالَ كَبِيرهمْ: سُبْحَانَ الله {} مَا أقبح قطع طَرِيق بنسيئة. كَانَ بعض اللُّصُوص لَا يسرق إِلَّا الْحمير، فَقيل لَهُ فِي ذَلِك. فَقَالَ: قد رُوِيَ أَنه إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أَحْيَا الله النَّاس والبهائم كلهَا فَأَنا أسرق الْحمير حَتَّى إِذا جَاءَنِي أَرْبَابهَا يَوْم الْقِيَامَة وطالبوني بهَا قلت: هوذا حِمَارك خُذْهُ وَانْصَرف. أَخذ قوم لصّاً وَمَعَهُ كارة من ثِيَاب قد سَرَقهَا، فجهدوا بِهِ أَن يخلّي عَنْهَا فَلم يفعل، وَجعل يَقُول: أَنا تائب على أَيْدِيكُم. قَالُوا: فدع الثِّيَاب. فَقَالَ: يَا غُفلاً، فَبِأَي شَيْء أستعين على التَّوْبَة؟
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute