للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخل لص على رجل لَيْسَ فِي بَيته إِلَّا قِطْعَة باريّة، وَهُوَ نَائِم عَلَيْهَا، فَلم يزل اللص يطوف فِي الْبَيْت، وَيطْلب شَيْئا، وَصَاحب الْبَيْت ينظر إِلَيْهِ، فَلَمَّا طَال عَلَيْهِ ضحك وَقَالَ: كوّر - فديتك - كوّر {} وَسمع اللص ضحكه، فَقَالَ: نعم، اضحك يَا حسن المروّة اضحك. {} وَدخل اللُّصُوص على آخر لَيْسَ فِي بَيته شَيْء، وَجعلُوا يطْلبُونَ ويفتشون، فانتبه الرجل، ورآهم، فَقَالَ: يَا فتيَان، هَذَا الَّذِي تطلبونه بِاللَّيْلِ، قد طلبناه فِي النَّهَار فَلم نجده. قدم رجل من سفر، فَحكى أَن لصين خرجا عَلَيْهِم فقطعا الطَّرِيق، فَقيل لَهُ: وَكم كُنْتُم؟ قَالَ: كنّا سِتِّينَ رجلا، قَالَ: فوُبّخ، فَقَالَ: اسْكُتُوا، إِذا أحَاط بِنَا وَاحِد، وسلبنا الآخر، كَيفَ كُنَّا نصْنَع؟ . سرق مصحف لمَالِك بن دِينَار، فَكَانَ إِذا وعظ بعد ذَلِك فبكوا يَقُول بِصَوْت شج: كلنا نبكي، فالمصحف من سَرقه؟ سُرق لرجل عنز، فَقَالَ: مَا أَخذهَا إِلَّا من أمه زَانِيَة، فَلَمَّا يئس مِنْهَا قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْت أَعْطَيْت وَأَنت أخذت. سرق لص ثِيَاب رجل، فَقَالَ الرجل: هَذَا يَوْم مشوم، فَقَالَ اللص: لَيْسَ على كل أحد. دخل لص دَار قوم، فَلم يجد فِيهَا شَيْئا إِلَّا دَوَاة فَكتب على الْحَائِط: عزّ عليّ فقركم وغناي. سُرق لبَعْضهِم دَنَانِير، واتّهم بذلك ابْنا لَهُ، فَجعل النَّاس يدْخلُونَ إِلَيْهِ، ويسألونه، فَقَالَ لَهُ بَعضهم: الْخلف عِنْد الله وَهُوَ يردهُ. فَقَالَ الرجل: بل الدَّنَانِير عِنْد الْخلف وَلَيْسَ يردّها. دخل لص على رجل، فَلم يجد عِنْده شَيْئا، وَجعل يطوف، وَصَاحب الْبَيْت يضْحك، وَيَقُول: كوّر - فديتك - كوّر. فَقَالَ اللص: اضحك يَا حسن المروّة اضحك.

<<  <  ج: ص:  >  >>