للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتحاماة، حَتَّى إِذا أعتبنا مِنْهُنَّ مصتموه موص الثَّوْب بالصابون، ثمَّ عدوتم بِهِ الفواقر، أَو الْفقر الثَّلَاث: حُرْمَة الْإِسْلَام، وَحُرْمَة الْخلَافَة، وَحُرْمَة الشَّهْر الْحَرَام. وَالله لعُثْمَان كَانَ أَتْقَاهُم للرب، وأوصلهم للرحم، وأعفهم لِلْفَرجِ، أَقُول قولي هَذَا وَأَسْتَغْفِر الله لي وَلكم.

قَوْلهَا فِي أَبِيهَا أبي بكر

وَرُوِيَ أَنه بلغَهَا أَن نَاسا يتناولون أَبَا بكر، فَأرْسلت إِلَى أزفلة من النَّاس، فَلَمَّا حَضَرُوا أسدلت أستارها، وأعلت وسادها، ثمَّ دنت فحمدت الله، وأثنت عَلَيْهِ، وصلت على نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وعذلت وقرعت وَقَالَت: أبي وَمَا أَبِيه {أبي وَالله لَا تعطوه الْأَيْدِي، طود منيف، وظل مديد، هَيْهَات هَيْهَات} ! كذبت الظنون. أنجح وَالله إِذْ أكديتم، وَسبق إِذْ ونيتم سبق الْجواد إِذا استولى على الأمد فَتى قُرَيْش ناشئاً، وكهفها كهلاً، يريش مملقها، ويفك عانيها ويلم شعثها ويرأب صَدعهَا حَتَّى حلته قلوبها، ثمَّ استشرى فِي دينه فَمَا بَرحت شَكِيمَته فِي ذَات الله، حَتَّى اتخذ بفنائه مَسْجِدا يحيى فِيهِ مَا أمات المبطلون. وَكَانَ رَحْمَة الله عَلَيْهِ غزير الدمعة، وقيذ الجوانح شجي النشيج، فانفضت إِلَيْهِ نسوان مَكَّة وولدانها، يسخرون مِنْهُ، ويستهزئون بِهِ. " الله يستهزئ بهم ويمدهم فِي طغيانهم يعمهون " وأكبرت ذَلِك رجالات قُرَيْش، فحنت إِلَيْهِ قسيها، وفوقت لَهُ سهامها وامتثلوه غَرضا فَمَا حُلْو لَهُ صفاة، وَلَا قصفوا لَهُ قناة، وَمر على سيسائه حَتَّى إِذا ضرب الدّين بجرانه، وَألقى بركه، ورست أوتاده، وَدخل النَّاس فِيهِ أَفْوَاجًا، وَمن كل شرعة أشتاتاً وأرسالاً اخْتَار الله جلّ اسْمه لنَبيه

<<  <  ج: ص:  >  >>