للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفاقة اسْمِي. فَقَالَ الرجل: شهِدت أَنَّك أُخْته حَقًا. وَدفع الدَّنَانِير إِلَيْهَا، وَلم يحْتَج إِلَى شَهَادَة من يشْهد لَهَا. خطب سعيد بن الْعَاصِ عَائِشَة بنت عُثْمَان. فَقَالَت: لَا أَتزوّج بِهِ وَالله أبدا، فَقيل لَهَا: وَلم ذَلِك؟ قَالَت: لِأَنَّهُ أَحمَق، لَهُ برذونان أشبهان، فَهُوَ يتَحَمَّل مؤونة اثْنَيْنِ واللون وَاحِد. ذكر رجل من قُرَيْش سوء خلق امْرَأَته بَين يَدي جَارِيَة لَهُ كَانَ يتحظاها فَقَالَت لَهُ: إِنَّمَا حظوظ الْإِمَاء لسوء خلائق الْحَرَائِر.

هِنْد بنت أَسمَاء تدافع عَن أَخِيهَا

اخْتلف الْحجَّاج وَهِنْد بنت أَسمَاء بن خَارِجَة فِي بَنَات قين، فَبعث إِلَى مَالك بن أَسمَاء فَأخْرجهُ من الْحَبْس، وَسَأَلَهُ عَن الحَدِيث فحدثه ثمَّ أقبل على هِنْد. فَقَالَ لَهَا: قومِي إِلَى أَخِيك. فَقَالَت: لَا أقوم إِلَيْهِ وَأَنت ساخط عَلَيْهِ. فَأقبل الْحجَّاج على مَالك فَقَالَ: إِنَّك وَالله - مَا علمت - للخائن لأمانته، اللَّئِيم حَسبه، الزَّانِي فرجه. فَقَالَت هِنْد: إِن أذن الْأَمِير تَكَلَّمت. فَقَالَ: تكلمي. فَقَالَت: أما قَول الْأَمِير: الزَّانِي فرجه، فوَاللَّه لَهو أَحْقَر عِنْد الله وأصغر فِي عين الْأَمِير من أَن يجب لله عَلَيْهِ حد فَلَا يقيمه. وَأما قَول الْأَمِير: اللَّئِيم حَسبه فوَاللَّه لَو علم مَكَان رجل أشرف مِنْهُ لصاهر إِلَيْهِ. وَأما قَوْله: الخائن أَمَانَته. فوَاللَّه لقد ولاه الْأَمِير فوفر، فَأَخذه بِمَا أَخذ بِهِ فَبَاعَ من وَرَاء ظَهره. وَلَو ملك الدُّنْيَا بأسرها لافتدى بهَا من هَذَا الْكَلَام. أَتَى الْبرد على زرع عَجُوز بالبادية، فأخرجت رَأسهَا من الخباء وَنظرت إِلَى الزَّرْع قد احْتَرَقَ فَقَالَت - وَرفعت رَأسهَا إِلَى السَّمَاء -: اصْنَع مَا شِئْت فَإِن رِزْقِي عَلَيْك. قيل لرابعة: إِن التَّزَوُّج فرض الله عز وَجل فَلم لَا تتزوجين؟ فَقَالَت: فرض الله قطعني عَن فَرْضه.

<<  <  ج: ص:  >  >>