مُعَاوِيَة بِكَلِمَة عرفت أَنه ردفني بهَا قَالَ: يَا هَذَانِ؛ إنَّكُمَا قد أكثرتما. أرأيتما هَذِه الضفيرة أَكَانَت فِي زمن عمر الْخطاب؟ قَالَ: فلقننيها. فَقلت: نعم، وَالله إِن كَانَت فِي زمن عمر. قَالَ: فَقَالَ الموكب جَمِيعًا: فَلَا وَالله لَو كَانَ ضَرَرا مَا أقره عمر. فَالله يعلم مَا انتهينا إِلَيْهَا حَتَّى يرد عَلَيْهِ الْقَضَاء إِن قيل: إِن كَانَت لفي زمن عمر. فَلَمَّا انْتهى إِلَيْهَا عُثْمَان قَالَ: وَالله مَا أرى ضَرَرا. وَقد كَانَت فِي زمن عمر وَلَو كَانَ ظلما مَا أقره. خرج رجل من بني سليم على الْمَنْصُور فظفر بِهِ فَأمر أَن يضْرب بالسياط. فَلَمَّا أقيم بَين العاقبين. قَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن عقوبتي تجل عَن السِّيَاط، وعفوك يجل عَن التثريب. فإمَّا عاقبتني عُقُوبَة مثلى وَإِمَّا عَفَوْت عَفْو مثلك. قَالَ: قد عَفَوْت. وخلاه. أَتَى زِيَاد بِرَجُل فَأمر بِضَرْب عُنُقه. فَقَالَ: أَيهَا الْأَمِير؛ إِن لي بك حُرْمَة قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: كَانَ أبي جَارك بِالْبَصْرَةِ. فَقَالَ: وَمن أَبوك؟ قَالَ: قد وَالله نسيت اسْم نَفسِي، فَكيف اسْم أبي؟ قَالَ: فَرد زِيَاد كمه إِلَى فَمه وَضحك وخلى سَبيله.
أَبُو الْعُرْيَان يُغير قَوْله فِي زِيَاد
مر زِيَاد بِأبي الْعُرْيَان فَقَالَ: من هَذَا؟ فَقَالُوا: زِيَاد بن أبي سُفْيَان. فَقَالَ: رب أَمر قد نقضه الله، وَعبد قد رده الله. فَسَمعَهَا زِيَاد فكره الْإِقْدَام عَلَيْهِ وَكتب بهَا إِلَى مُعَاوِيَة، فَأمره بِأَن يبْعَث إِلَيْهِ بِأَلف دِينَار، ويمر بِهِ وَيسمع مَا يَقُول. فَفعل زِيَاد ذَلِك، وَمر بِهِ فَقَالَ من هَذَا؟ قَالُوا: زِيَاد. فَقَالَ: رحم الله أَبَا سُفْيَان، لكأنها تسليمته ونغمته. فَكتب بهَا زِيَاد إِلَى مُعَاوِيَة فَكتب إِلَى أبي الْعُرْيَان: مَا لبثتك دنانيراً رشيت بهَا ... أَن لونتك أَبَا الْعُرْيَان ألوانا فَدَعَا أَبُو الْعُرْيَان ابْنه وأملى عَلَيْهِ إِلَى مُعَاوِيَة: من يسد خيرا يجده حَيْثُ يَطْلُبهُ ... أَو يسد شرا يجده حَيْثُمَا كَانَا تقدم رجل إِلَى سوار، وَكَانَ سواراً لَهُ مبغضاً فألح عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ سوار فِي بعض مخاطبته: يَا بن اللخناء. فَقَالَ: ذَاك خصمي. فَقَالَ الْخصم: أعدني عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ الرجل: خُذ لَهُ بِحقِّهِ وَخذ لي بحقي. ففهم وَسَأَلَهُ أَن يغْفر لَهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute