قلت: فَمن أستشير؟ قَالَت: المجرب الْكيس، أَو الأديب الصَّغِير. قلت: فَمن أستصحب؟ قَالَت: الصّديق الْمُسلم، أَو المداجي المتكرم. ثمَّ قَالَت: يَا أبتاه؛ إِنَّك تفد إِلَى ملك الْمُلُوك، فَانْظُر كَيفَ يكون مقامك بَين يَدَيْهِ.
حَدِيث أم معبد الْخُزَاعِيَّة
رُوِيَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ خرج لَيْلَة هَاجر من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة أَبُو بكر رَحمَه الله وعامر بن فهَيْرَة ود \ لياهما اللَّيْثِيّ عبد لاله بن أريقط. فَمروا على خيمة أم معبد الْخُزَاعِيَّة. وَكَانَت امْرَأَة بَرزَة جلدَة تَحْتَبِيَ بِفنَاء الْكَعْبَة، ثمَّ تسقى وَتطعم - فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوهُ مِنْهَا، فَلم يُصِيبُوا عِنْدهَا شَيْئا من ذَلِك، وَكَانَ الْقَوْم مُرْمِلِينَ مسنين. فَنظر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى شَاة فِي كسر الْخَيْمَة. فَقَالَ: مَا هَذِه الشَّاة يَا أم معبد؟ قَالَت: شَاة خلفهَا الْجهد عَن الْغنم. قَالَ: هَل بهَا من لبن؟ قَالَت: هِيَ أجهد من ذَلِك. قَالَ: أَتَأْذَنِينَ أَن أَحْلَبَهَا. قَالَت: بِأبي وَأمي أَنْت نعم: إِن رَأَيْت بهَا حَلبًا فاحلبها، فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالشَّاة فَمسح ضرْعهَا، وسمى الله ودعا لَهَا فِي شَاتِهَا، فتفاجت عَلَيْهِ وَدرت وأخترت ودعا بِإِنَاء يربض الرَّهْط فَحلبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى غَلبه الثمال، ثمَّ سَقَاهَا حَتَّى رويت، وَسَقَى أَصْحَابه حَتَّى رووا، ثمَّ شرب آخِرهم، وَقَالَ: ساقي الْقَوْم آخِرهم شربا. فشربواجميعا عللا بهدنهل، ثمَّ أراضوا، ثمَّ حلب فِيهِ ثَانِيًا عودا على بَدْء حَتَّى مَلأ الْإِنَاء، ثمَّ غَادَرَهُ عِنْدهَا وبايعها وَارْتَحَلُوا عَنْهَا. فَقل مَا لَبِثت حَتَّى جَاءَ زَوجهَا أَبُو معبد يَسُوق أَعْنُزًا حيلا عِجَافًا تساوك هزالًا، محهن قَلِيل وَلَا نقا بِهن فَلَمَّا رأى أَبُو معبد اللَّبن عجب وَقَالَ: من أَيْن هَذَا يَا أم معبد؟ وَالشَّاء عازبة حِيَال، وَلَا حلوبة فِي الْبَيْت. فَقَالَت: لَا وَالله، إِلَّا أَنه مر بِنَا رجل مبارك كَانَ من حَدِيثه كَيْت وَكَيْت. قَالَ: صَفِيَّة لي يَا أم معبد، فَقَالَت: رَأَيْت رجلا ظَاهر الْوَضَاءَة أَبْلَج الْوَجْه، حسن الْخلق، لم تَعبه ثجلة وَلم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute