للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فطماً، ونسلخها أدماً، لم نبغ بهَا نعما. فَقَالَ: جذوة مغنية. ثمَّ زار الرَّابِعَة فَقَالَ: كَيفَ رَأَيْت زَوجك؟ فَقَالَت: شَرّ زوج؛ يكرم نَفسه ويهين عرسه. قَالَ: فَمَا مالكم؟ قَالَت: شَرّ مَال؛ الضَّأْن. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَت: جَوف يشبعن، وهيم لَا ينقعن، وصم ٣٧١، لَا يسمعن، وَأمر مغويتهن يتبعن. فَقَالَ: أشبه امأ بعض بزه، فأرسلها مثلا.

امْرَأَة على قبر الْأَحْنَف

وقفت امْرَأَة من تَمِيم على قبر الْأَحْنَف. فَقَالَت: لله دَرك من مجن فِي جنن، ومدرج فِي كفن. نسْأَل الله الَّذِي فجعنا بِوَجْهِك، وابتلانا بفقدك، أَن يَجْعَل سَبِيل الْخَيْر سَبِيلك وَدَلِيل الْخَيْر دليلك، وَأَن يُوسع لَك فِي قبرك، وَيغْفر لَك يَوْم حشرك. فوَاللَّه لقد كنت فِي المحافل شريفاً، وعَلى الأرامل عطوفاً، وَلَقَد كنت فِي الْجُود مسوداً، وَإِلَى الْخَلِيفَة موفداً، وَلَقَد كَانُوا لِقَوْلِك مُسْتَمِعِينَ، ولرأيك متبعين.

الْمَأْمُون وزبيدة

قَالَ ثُمَامَة: لما دخل الْمَأْمُون بَغْدَاد دخلت عَلَيْهِ زبيدة أم الْأمين، فَجَلَست بَين يَدَيْهِ فَقَالَت: الْحَمد لله، أهنيك بالخلافة، فقد هنأت بهَا نَفسِي قبل أَن أَرَاك؛ وَلَئِن كنت قد فقدت ابْنا خَليفَة، لقد اعتضت ابْنا خَليفَة، وَمَا خسر من اعتاض مثلك، وَلَا ثكلت أم مَلَأت عينهَا مِنْك، وَأَنا أسأَل الله أجرا على مَا أَخذ، وإمتاعاً بِمَا وهب. فَقَالَ الْمَأْمُون: مَا تَلد النِّسَاء مثل هَذِه. مَاذَا ترَاهَا بقت فِي هَذَا الْكَلَام لبلغاء الرِّجَال. تزوج عبد الْملك لبَابَة بنت عبد الله بن جَعْفَر فَقَالَت لَهُ يَوْمًا: لَو استكت فَقَالَ: أما مِنْك فأستاك. وَطَلقهَا فَتَزَوجهَا عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس وَكَانَ أَقرع لَا يُفَارِقهُ قلنسوته. فَبعث إِلَيْهِ عبد الْملك جَارِيَة وَهُوَ جَالس مَعَ لبَابَة، فَكشفت رَأسه على غَفلَة لترى مَا بِهِ. فَقَالَت لِلْجَارِيَةِ: قولي لَهُ: هاشمي أصلع أحب إِلَيْنَا من أموي أبخر.

حَدِيث أم زرع

اجْتمعت إِحْدَى عشرَة امْرَأَة فتعاهدن أَلا يكتمن أَخْبَار أَزوَاجهنَّ شَيْئا

<<  <  ج: ص:  >  >>