للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَأَلَ عبد الله بن الزبير مُعَاوِيَة شَيْئا فَمَنعه فَقَالَ: وَالله مَا أَجْهَل أَن ألزم ٣٩٢ هَذِه البنية فَلَا أشتم لَك عرضا وَلَا أقضب لَك حسبا. وَلَكِن أسدل عمامتي من بَين يَدي ذِرَاعا وَمن خَلْفي ذِرَاعا أقعد فِي طَرِيق أهل الشَّام، وأذكر سيرة أبي بكر وَعمر فَيَقُول النَّاس: هَذَا ابْن حوارِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَابْن الصّديق. فَقَالَ مُعَاوِيَة: حَسبك بِهَذَا شرا، وَقضى حَاجته. قَالَ أَعْرَابِي لمعاوية: قَالَ أَعْرَابِي لمعاوية: استعملني على الْبَصْرَة. فَقَالَ: مَا أُرِيد عزل عاملها. قَالَ: فأقطعني الْبَحْرين. قَالَ: مَا إِلَى ذَلِك سَبِيل. قَالَ: فَمر لي بِأَلف دِرْهَم. فَأمر لَهُ بهَا. فَقيل للأعرابي فِي ذَلِك فَقَالَ: لَوْلَا طلبي الْكثير مَا أَعْطَانِي الْقَلِيل.

حلم الْأَحْنَف ودهاؤه

أَتَى رجل الْأَحْنَف فَلَطَمَهُ. فَقَالَ لَهُ: لم لطمتني؟ قَالَ: جعل لي جعل على أَن ألطم سيد بني تَمِيم. قَالَ: مَا صنعت شَيْئا. عَلَيْك بِجَارِيَة بن قدامَة فَإِنَّهُ سيدهم. فَانْطَلق فلطم جَارِيَة، فَأَخذه وَقطع يَده. وَإِنَّمَا أَرَادَ الْأَحْنَف ذَلِك بِهِ. قَالَ قوم من قُرَيْش: مَا نظن أَن مُعَاوِيَة أغضبهُ شَيْء قطّ. فَقَالَ بَعضهم: إِن ذكرت أمه غضب. فَقَالَ نالك بن أَسمَاء المنى الْقرشِي - وَهِي أمه - وَإِنَّمَا قيل لَهَا أَسمَاء المنى لجمالها: وَالله لأغضبنه إِن جعلتم لي جعلا. فَجعلُوا لَهُ جعلا وَأَتَاهُ وَقد حضر الْمَوْسِم فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا أشبه عَيْنَيْك بعيني أمك. قَالَ: تِلْكَ عينان طالما أعجبتا أبي سُفْيَان. يَا بن أخي؛ خُذ جعلك وَلَا تتخذنا متجراً. ثمَّ دَعَا مُعَاوِيَة مَوْلَاهُ سَعْدا فَقَالَ لَهُ: أعدد لأسماء المنى دِيَة ابْنهَا فَإِنِّي قد قتلته وَهُوَ لَا يدْرِي. وَرجع الْغُلَام فَأخذ جعله. فَقَالَ لَهُ رجل مِنْهُم: إِن أتيت عَمْرو بن الزبير فشبهته بِأُمِّهِ فلك ضعفا جعلك. فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ: يَا بن الزبير؛ مَا أشبه وَجهك بِوَجْه أمك. فَأمر بِهِ فَضرب حَتَّى مَاتَ. فَبعث مُعَاوِيَة إِلَى أمه بديته وَقَالَ: أَلا قل لأسماء المنى أم مَالك ... فَإِنِّي لعمر الله أقتل مَالِكًا

<<  <  ج: ص:  >  >>