للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَاب الأول كَلَام زِيَاد وَولده

قَالَ: إِن تَأْخِير جَزَاء المحسن لؤمٌ، وتعجيل عُقُوبَة المُسيء دناءةٌ. ثَوَاب المحسن والتثبٌّت فِي العُقوبة ربُّما أدّى إِلَى سَلامة مِنْهَا، وتأْخير الإحسانِ رْبِّما أدَّى إِلَى ندمٍ لم يُمكن صَاحبه أَن يتلافاهُ. كتب إِلَى معاويةُ: اعزل حُرَيثَ بن جَابر، فَإِنِّي مَا أذكُرُ قُبتَّه بصفِّين إِلَّا كَانَت حَرارةً، فِي جلدي. فَكتب إِلَيْهِ زيادٌ: خفِّض عَلَيْك أميرَ الْمُؤمنِينَ، فقد بسَق حُريثٌ بُسُوقاً لَا يرفُعه عملٌ، وَلَا يضعهُ عَزْلٌ. وَقَالَ زيادُ لَو أَن لي ألف ألْف دِرْهَم، ولي بعيرٌ أجربُ لقمتُ عَلَيْهِ قيامَ. رجل لَا يملكُ غيرَهُ. وَلَو أَن لي عشرَة دراهمَ لَا أمْلك غيرَها، ولزمني حقٌّ لوضعْتُها فِيهِ. وَقَالَ لِابْنِهِ: عليْك بالحجاب، فَإِنَّمَا تَجَّرأتِ الرُّعاةُ على السباح بِكَثْرَة نظرها إِلَيْهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>