للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القَاضِي أَنا أحد قراباته: كَانَت أم أم أمه جدها لأمها أَخا خَال عَم أخي ختني. أَعنِي ابْن بنت زَيْنَب خَالَتِي فَقَالَ القَاضِي: يَا سفله، هَذِه صفة أخلاط الْخبث. ارفعها إِلَى الصيادلة حَتَّى يميزوها خلطاً خلطاً ثمَّ ردوهَا. سمع بعض الْقُضَاة امْرَأَة تَقول لأخرى ٤٥٩ فِي جيرته فِي كَلَام بَينهمَا: وَإِلَّا فأير القَاضِي فِي حرك. فَقَالَ القَاضِي: إِن القَاضِي وَالله أَشْقَى بختاً من ذَاك. تشاجر رجل وَامْرَأَته فِي الأير إِذا قَامَ وانتفخ كم رطلا فِيهِ. فَقَالَ الرجل: يكون فِيهِ خَمْسُونَ رطلا، وَقَالَت الْمَرْأَة: لَا يكون. فَحلف بِطَلَاقِهَا أَنه إِذا انتفخ يكون فِيهِ أَكثر من ألف رَطْل. فارتفعا إِلَى الْحَاكِم ورشوه على الحكم لِئَلَّا يفرق بَينهمَا فَقَالَ: اذْهَبُوا، فَإِنَّهُ إِذا قَامَ فَهُوَ مثل شراع السَّفِينَة إِذا وَقع فِيهِ الرّيح يكون أَكثر من خَمْسَة آلَاف رَطْل. قدم رجل امْرَأَته إِلَى القَاضِي فَقَالَ: أعز الله القَاضِي أَنا رجل من دورق وَهَذِه امْرَأَة من درب عون، وَفِي قلبِي حب وَهِي تغار عَليّ وأريدها صاغرة. فَقَالَ القَاضِي: اذْهَبْ عافاك الله إِلَى دَار بانوكة حَتَّى يعْمل لَك قَاض من دن يحكم بَيْنكُمَا. غَابَ رجل فِي بعض أَسْفَاره، وطالت غيبته فَأَرْجَفَ بِهِ وبموته، وأتى على ذَلِك مُدَّة، وَبلغ قَاضِي الْبَلَد جمال امْرَأَته فَخَطَبَهَا وَتَزَوجهَا فَصَارَ إِلَيْهِ أهل بَيت زَوجهَا وَبَنُو أَعْمَامه وَقَالُوا: أعز الله القَاضِي. لم يَصح عندنَا موت هَذَا الرجل وَنحن فِي شكّ مِنْهُ، فَكيف تتَزَوَّج بامرأته؟ فَغَضب القَاضِي وَقَالَ: أَنْتُم تسخرون بِالنسَاء. وَالله مَا يغيب أحدكُم إِلَّا تزوجت بامرأته.

يَمِين أَصْحَاب الرياحين

تقدم رجلَانِ إِلَى قَاض وَادّعى أَحدهمَا على صَاحبه درهما من ثمن ريحَان اشْتَرَاهُ ف أنكر واستحلفه فَقَالَ القَاضِي: قل: وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ. فَقَالَ الرجل: أصلحك الله لَيست هَذِه يَمِين أَصْحَاب الرياحين. قَالَ القَاضِي: وَمَا يمينهم؟ قَالَ: أَن يَقُول أمه فاعلة إِن كَانَ لهَذَا عَلَيْهِ شَيْء. قَالَ القَاضِي: مَا أَشك فِي صدقك، وَغرم الدِّرْهَم من عِنْده.

<<  <  ج: ص:  >  >>