للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَاب الثَّالِث: من كَلَام عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ

: لما نقم النَّاس عَلَيْهِ قَامَ رَضِي الله عَنهُ يتَوَكَّأ على مَرْوَان، وَهُوَ يَقُول: لكل أمة آفَة، وَلما نعْمَة عاهة، وَإِن آفَة هَذِه الْأمة، وعاهة هَذِه النِّعْمَة عيّابون طعانون، يظهرون لكم مَا تحبون، ويسرون مَا تَكْرَهُونَ، طغام مثل النعام، يتبعُون أول ناعق. لقد نقموا عليّ مَا نقموه على عمر، وَلكنه قمعهم ووقمهم. وَالله إِنِّي لأَقْرَب ناصراً، وأعز نَفرا، فَمَالِي لَا أفعل فِي الْفضل مَا أَشَاء؟ . وَرُوِيَ أَنه رَضِي الله عَنهُ قَالَ يَوْمًا على الْمِنْبَر: وَالله مَا تَغَنَّيْت وَلَا تمنيت وَلَا زَنَيْت فِي جَاهِلِيَّة وَلَا إِسْلَام، وَمَا تركت ذَلِك تأثماً، وَلَكِن تركته تكرماً. اشْتَكَى عليّ عَلَيْهِ السَّلَام، فعاده عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ: أَرَاك أَصبَحت ثقيلاً. قَالَ: أجل. قَالَ: وَالله مَا أَدْرِي أموتك أحبذ إليّ أَن حياتك؟ إِنِّي لأحب حياتك، وأكره أَن أعيش بعد موتك، فَلَو شِئْت جعلت لنا من نَفسك مخرجا، إِمَّا صديقا مسالماً، أَو عدوا معالناً، فَإنَّك كَمَا قَالَ أَخُو زِيَاد: لقد جررت لنا حَبل الشموس فَلَا يأساً مُبينًا أرى مِنْكُم وَلَا طَمَعا. فَقَالَ لَهُ عليّ عَلَيْهِ السَّلَام: مَالك عِنْدِي مَا تخَاف، وَمَا جوابك إِلَّا مَا تكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>