للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل الفتيان: نيك الرجل ريبةٌ. قَالَ: هَذَا مِن أراجيف الزناة. رأى يحيى بنُ أَكْثَم غُلَاما حسنَ الوجْه فِي دَار المأْمون فَقَالَ فَرفع ذَلِك إِلَى المأْمون، فَعَاتَبَهُ. فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كَانَ انْتهى درسِي إِلَى ذَلِك الْموضع، فَضَحك. استنقَع بعضُهم فِي المَاء متكشِّفاً، فَمر بِهِ غلامٌ عمَري كَانَ يتعسفُ فأنكرَ ذَلِك على الرجل كالمحتْسب. فَقَالَ لهُ الرجلُ: بِأبي أنتَ {} أردْتَ إماتَة منْكرٍ، فأحييْتَ أنْكرَ مِنْهُ، وأوْمى إِلَى مَتَاعه. قَالَ بَعضهم: كنتُ عِنْد يحيى بن أكْثم عَشِيَّة، فَدخل إِلَيْهِ عبد الْملك بن عُثمان بن عبد الْوَهَّاب - وَكَانَ يُرمى بِهِ - فَقَالَ: أصلَح اللهُ القَاضِي، إِنَّك أدْخلتَ علينا أَمينا فِي وقُفِنَا، ففعلَ، وفَعلَ. فَقَالَ لَهُ: وتدعُ أنْتَ إنْسَانا يدخلُ عليْك؟ فَمَا سمعتُها نهضتُ. فلمَّا كنتُ فِي صحْن الدَّار سمعتُه يقولُ لَهُ: حُلَّ حُلَّ. وَكَانَ يحيى يقولُ بِالْبَصْرَةِ لي رجلَانِ أبعثُهما ليأتياني بالغِلمان، فأحدهما لَا يأتيني بالغُلام حَتَّى ينيكَ الغلامَ، وَهُوَ إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق. وَالْآخر لَا يأْتيني حَتَّى ينيكهُ الغلامُ وَهُوَ صلْت بن مَسْعُود. قَالَ العدلي الشِّطْرنجي: كنتُ غُلَاما، فضمني المأْمونُ إِلَى يحيى، فَإِنِّي لِعنْدَهُ يَوْمًا إذْ جَذبَني إِلَى مخْدعٍ فِي مَجْلِسه، وأضْجعني الفاحشةَ، وَنظر مِن ورَاء السّتْر، فَرَأى ابنَ الْعَلَاء بن الوضاح - وَكَانَ مفْرط الْجمال فضربَ عَليّ جَنْبي، وَقَالَ: قُمْ.

<<  <  ج: ص:  >  >>