للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ يحيى: ألم تسمع قَول الله تَعَالَى: " وَمَا أرسلْنا مِن رَّسُول إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمه " قَالَ بعضُهم: رأيتُ البرقيّ يَوْمًا. هُوَ يقْرَأ علينا شَيْئا من حَدِيث سُفْيانَ - فَقَالَ لَهُ رجل كَانَ مَعنا: يَا أَبَا الْعَبَّاس. فَقَالَ إِلَيْهِ البرقي، وَضرب لحيته، وَقَالَ لَهُ: أَنا قَاض مُذ كَذَا وَكَذَا سنة {} تقولُ: هيا يَا أَبَا الْعَبَّاس. وَذكر أَن البرقي صَار إِلَى عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي - وَكَانَ صديقهُ - فَهُوَ مَعَه جالسٌ إِذْ دخل عَلَيْهِ رجلٌ فَسلم، وقعدَ، فَقَالَ لَهُ عبدُ الْعَزِيز: مَا خبرُك؟ قَالَ: قد وليت السَّواني لأسني المَاء للْحَاج. ثمَّ دَعَا بكُوز من مَاء فشربهُ. ثمَّ صَبر سَاعَة، فَدَعَا بكوز آخر فشربه، ثمَّ صَبر سَاعَة، ودعا بكوز آخر - والبرقيُّ يراهُ - فَقَالَ لعبد الْعَزِيز: يَا أَبَا الْقَاسِم، هَذَا قد وَلي السواني. لَئِن خرج هَذَا إِلَى مَكَّة ليشربن كل مَا يسنى. كَانَ عبد الْملك بنُ عُمَيْر قَاضِي الْكُوفَة، فهجاهُ هُذيلٌ الْأَشْجَعِيّ بِأَبْيَات فِيهَا: إِذا ذاتُ دلٍّ كلمتهُ بحاجة ... فهم بِأَن يقْضِي تنحنح أَو سعل فَكَانَ عبدُ الْملك يَقُول: قاتلهُ الله. وَالله لرُبما جائتني النحنحةُ وَأَنا فِي المتوضأ، فأذكرُ مَا قَالَ فأردُّها. قَالَت امرأةٌ لشُريح: إِنَّك قضيت على وظلمتني - وَالله يدخلُك النَّار. فَقَالَ شريحٌ لَهَا: أما أَنا فَلَا أدخُلُها إِلَّا بعد سَبْعَة، وهم: الَّذِي عَلمنِي، وَالَّذِي ولاني، وَالَّذِي جَاءَ بك إِلَيّ، والشاهدان والمُزكِّيان. قَالَ الوايق لِأَحْمَد بن أبي دُواد: إِن حوائجك، ومسائلك تستنفد بيُوت الْأَمْوَال. فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أتخافُ الْفقر وَالله مادتُك. قَالَ بعضُهم: سَمِعت ابْن أبي دُواد يقولُ: إين لأكرهُ أَن أكلِّم الخلفاءَ بِحَضْرَة ابْن الزيات خوفًا من أَن أعلِّمه التأتِّي لَهَا. وَكَانَ المعتصمُ غضب على خَالِد بن يزِيد بن مزِيد. فَلم يزل بِهِ أحمدُ بن أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>