قد رضى فِي الحُور الْعين بالفلسِ والفلسَين. وَطلب ثوبا ليَسْتتِر بِهِ، فَقيل لهُ: بثلاثةَ عَشر درهما ونِصف. فَقَالَ خُذ أَرْبَعَة عشر. فالمُسْلم لَا يُشاطرُ أخاهُ الدِّرهمَ. وَقيل لَهُ: مَا بالُ النَّاس يُكرمون صَاحب المَال؟ قَالَ: لِأَن عشيقهُم عِنْده. وَكَانَ بلالُ بن أبي بُردة أكُولاً. فَقَالَ الحسنُ فِيهِ: يتكئ على شمالهِ. ويأْكل غيرَ مَاله، حَتَّى إِذا كظَّه الطعامُ يقولُ: ابغُوني هاضُوما. ويَلك {} وَهل تهضم إِلَّا دينك {} وَكَانَ الحسنُ إِذا دخل خَتَنُة تنحى عَن مَكَان لَهُ، وَيَقُول: مرْحباً بِمن كفى المؤنثة، وَستر العورةَ. وَمن كَلَامه: مسكينٌ بانُ آدم، مكتومٌ الأجَل والعِلل، أسيرُ الجُوع والشَّبع. وَنظر إِلَى جَنَازَة قد ازدحَم الناسُ عَلَيْهَا فَقَالَ: مَا لكُم تزدَحُمون؟ ؟ هَا هِيَ تِلْكَ ساريتُه فِي الْمَسْجِد اقعدوا تحتهَا، وصنعُوا مَا كَانَ يصنع حَتَّى تَكُونُوا مثله. وَقَالَ لشيخ فِي جَنَازَة: أتُرى أَن هَذَا الميِّت لَو رَجَعَ إِلَى الدُّنْيَا يعملُ علما صَالحا؟ قَالَ: نعمْ قَالَ لَهُ: إِن لم يكن ذَاك فكنْ أنتَ ذَاك. وَنظر إِلَى قُصُور المهالبةِ، فَقَالَ: يَا عجبا رفعوا الطين، ووضعُوا الدِّين، وركُبوا البراذِين، وَاتَّخذُوا الْبَسَاتِين، وتشبهوا بالدَّهاقين فذرهم فِي غمُرنهم حَتَّى حِين. وَكَانَ يَقُول فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنَّا نعوذُ بك أَن نملَّ معافاتك. فَقيل لَهُ فِي ذَلِك. فَقَالَ: أَن يكون الرجلُ فِي خفض عَيْش فتدْعُوه نفسهُ إِلَى سَفر. وَدخل إِلَى مَرِيض قدْ أبلَّ من علَّته، فَقَالَ لَهُ: إنَّ الله ذكرك فاذكُرْه وأقالك فاشكُره. ويقالُ: إنَّ أوّل كَلَامه أنَّه صلى يَوْمًا بِأَصْحَابِهِ، ثمَّ انْفَتَلَ، وَأَقْبل عَلَيْهِم، فَقَالَ: أَيهَا الناسُ، إِنِّي أعظُكُم، وَأَنا كثيرُ الإسْراف على نَفسِي، غير مصلح لَهَا،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute