ضيفنا؟ قَالَت مَا أشغلهُ بالعمى عَن كلِّ شَيْء وَكَانَ الضيفُ أطبقَ عينهُ فَلم ينظُرْ إِلَى الْمَرْأَة والمنزل إِلَى أنْ عَادَ زَوْجُهَا. اجتمعَ ثلاثةٌ من الْخَوَارِج فعقد اثْنَان لِواحِد، وخَرجُوا يمْشُونَ خلْفَهَ يَلْتمِسونَ شيْئاً يركَبُهُ، فجعَلَ الأثْنان يِتَلاحيان، فالتَفتَ إليهمَا وَقَالَ: مَا هذهِ الضَّوضاءُ الَّتِي أسمَعُهَا فِي عَسْكِري؟ ؟ كبرَ رجُلَ منهمْ وهَرمَ حَتَّى لم يكُنْ بهِ نهوضٌ، فأخَذّ منزلا على ظهر الطَّرِيق، فَكلما جاءَ مطرٌ وابتلتْ الأرضُ أخذَ زجاجاً، وكَسَرهَ، ورماهُ فِي الطَّرِيق، فَإِذا مر إنسانٌ وعَقَرَ رجلَهُ الزُّجاجُ قَالَ الْخَارِجِي من وَرَاءِ البَاب: لأحُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ ثُم يقولُ: اللهُمَّ إنَّ هَذا مجْهُودي. لِقي رجلٌ بعضَ الْخَوَارِج بالموْقِفِ عشيةَ عرفةَ، فَقال لهُ: مَنْ حج فِي هَذِه السنةِ منْ أصْحابكم؟ فَقالَ: مَا حَجَّ غَيْرِي. فقالَ لَه: إنِّما بَاهي اللهُ عزَّ وجَلَ ملائِكتَهُ فِي هّذِهِ السنةِ بشقِّ محُملِهِ. وأحْضَرا الحجَّاج رجُلاً من الْخَوَارِج، فمنَّ عليهِ، وأطْلَقُه، فَلَمَّا عَادَ إِلَى أصْحابِه، قالُوا لَهُ: إنَّ اللهَ مخَلِّصُك مِنْ يدِهِ ليزيدَك بَصِيرَة فِي مذهبكِ، فَلَا تُقصِّرْ فِي الخُروج عليْهِ. فقالَ. هيْهاتَ. غل يدا مطلقُها، استرقَّ رقَبَةً معْتِقُهَا. نَظرَ رَجلٌ مِنَ الْخَوَارِج إِلَى رَجل مِنْ أصُحاب السُّلطان يتصدَّقُ على مِسْكين فقَالَ: انظْرْ إِلَيْهِم: حَسناتُهم مِنْ سيِّآتِهم. قَالَ المنْصُورُ لبعَض الْخَوَارِج - وَقد ظَفِرَ بهِ: عرفني مَنْ أشدُّ أَصْحَابِي إقْداماً كَان فِي مبارزتِك. فقالَ: مَا أعَرِفهُمْ بوجُوهِهم، وَلَكِنِّي أعْرفُ أقْفَاءَهُمْ. فقُلْ لَهُمْ يُدْبروا حَتَّى أصِفَهم، فاغتَاظَ وأمَر بقتْلِهِ. قَالَ الحجاجُ لرجل منهمْ: وَالله إِنِّي لأبْغِضُكُم. فقالَ الخارجيُّ: أدْخَل اللهُ أشدنا بُغْضاً لصاحِبهِ الجنةَ. وقيلَ إنَّ أوَّلَ مَنْ حكَّم عُروةُ بن أدَيَّة وَهُوَ عُرْوَة بنُ حُدير أحد بني ربيعةَ ابْن حنظلةَ. وأديَّة جَدَّةٌ لَهُ وَهُوَ ممَّن نجا مِن حرْب النَهْرَوان، وبَقِي إِلَى أَن أَتَى بِهِ زِيَاد فقتَلًهُ ثمَّ دَعَا مؤْلاهُ، فقالَ: صِفْ لي أمورَهْ. فقالَ: أأُطِنبُ أمْ أخْتصِر؟ فقَالَ: بلْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute