وَكَانَ حمَّادٌ الراويةُ لَا يقرأُ القرآنَ فاستقرى فَقَرَأَ، ولمَ يَزِلَّ إِلَّا فِي أَرْبَعَة مَواَضِعَ: عَذَابي أصيبُ بِهِ منْ أسَاءَ. وَمَا كَانَ اسِتغفارُ إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَوْعدة وعدها أَبَاهُ. ومِن الشَّجر وَمِمَّا يغْرسون. بل الَّذين كفَروا فِي غِرَّةٍ وشِقاق. وَقد رُوي أَنه صحَّفَ فِي نيِّف وَعشْرين موْضعاً كلهَا متشابهة وَأَنا أذكُرها جَمِيعًا مِنْ بعدُ بِإِذن الله. غضب كاتِبُ المأْمون عَلَى غُلامه فَرَمَاهُ بالدَّواة، وشجَّه، فَلَمَّا رأى الدَّمَ يسيل قَالَ: صدق الله تَعَالَى: وَالَّذين " إِذَا مَا غَضِبوا هم يَغْفِرون " فَبلغ ذَلِكَ المأمونَ. فأنَّبه. وَقَالَ: ويلَكَ! أما تُحسنُ أَن تقْرأ آيَة من القُرآنِ؟ فَقَالَ بلَى وَالله إِنِّي لأقرأُ من سُورة وَاحِدَة ألفَ آيَة. قَالَ بعضُهُم: قَرَأَ عبدُ الله بنُ أحمدَ بن حَنبل فِي الصَّلاة: اقْرَأ باسم ربِّك الَّذِي خُلِق. فَقيل لَهُ: أَنْت وَأَبُوك فِي طرفِي نقيض. زعَم أبُوك أَن القرآنَ لَيْسَ بمخْلوق، وَأَنت قَدْ جعلْت ربَّ القرآنِ مخلوقاً. وَحكى أنَّ المحامِلي المحدِّث قَرَأَ: وَفَاكِهَة وإبا. فَقيل لَهُ: الألفُ مفتوحةٌ. فَقَالَ: هُوَ فِي كتابي محفوظٌ مضْبوطٌ. وحكِي أنَّ ابنَ أبي حَاتِم قَرَأَ: فصيامُ ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْحَج وتِسْعة إِذا رجعتم، تِلْكَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute