كَانَ لمخنّث جاريةُ نفيسةٌ، فَقَالَت لَهُ يَوْمًا: ويْلك {} مَنْ أبْلاني بك؟ فَقَالَ: من أبْلاكِ بحَرك، سوًّد وجهَهُ وشقَّ وَسطه، وَقطع لسانَه، وَجعل إِلَى جَانِبه صُرَّةً لَهُ. قَالَ ابْن قريعة كَانَ لبَعض المخنثُين أير عَظِيم. فَكَانَ يَقُول: اشتهي من ينيكُني بأيري. وَقيل لمخنّث: لَا تتنور؟ قَالَ: إِذا كثر الدغَل أَخذ النَّاس طَرِيق الجادة. قَالَ آخر: الأسْتُ مِسن الأير، والقُبلة بريد النَيك. نَظَرَ مخنّثٌ إِلَى مَسْجِد صَغِير لطيف، فَقَالَ لآخر: أما تُرِيدُ هَذَا الْمَسْجِد؟ مَا أملحَهُ، لَا يصلح وَالله إِلَّا أَن يُحُمل فِي السَّفر. نظر مخنَّث إِلَى رجل مِنْ ولدِ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ يَمْشي وهُو يتبخْتر فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى مشيَةِ مَنْ خَدَعَ أَبَاهُ عَمْرو ابْن الْعَاصِ. أصَاب رجلا الحُصْر. فَقيل لَهُ: احتقن. قَالَ: لَو كَانَ قَدْر حُمٌّصةٍ مَا قدرتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مخنَّث كَانَ حاضِراً: لأنَّكَ ضيْعْتَ نفسَك فِي صغرك. تقرى مخّنثٌ فأتَى جبل لُكام عَلَى أَن يتعبَّد فِيهِ، فَأخذ زادَه وصَعد، وَسَار عَلَى سهل، فنفدَ زادُه وَجلسَ قَدْ أعيا فَرفع رأسَه فَإِذا بينَه وَبَين الْجَبَل مسافةٌ، وتطلَّع إِلَى أسْفلَ، فَإِذا هُوا قَدْ قطَع أكْثره، فَنظر إِلَى الْجَبَل وَقَالَ: واشماتتي بكَ فِي يَوْم أَرَاك كالعِهْن المنْفُوش. جلس قومٌ فِي مجْلس - ومعهُم مخنَّث - وَقَالَ رجلٌ مِنْهُم: أَنا أشتهي كشكيةً حَامِضة وضرط. فَقَالَ المخنثُ: قطع الله ظهْرَ الكشْكيَّةِ، مَا أسْرعَ مَا تَنفُخُ البطنَ {} قَالَ عبَادَة يَوْمًا للمتوكل: قَدْ عُمِل بِي البارحة كَذَا وَكَذَا دفْعَة. فَقَالَ لَهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute