للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أتوهمُ أَنِّي رايتُه فِي مَجلَّةِ بني فُلان. وَدخل الْبُسْتَان فتعلَّق ثوبُه بشجرة، فَالْتَفت، وَقَالَ: لَوْلَا أَنَّك بَهِيمَة لكسرتُ أنْفك. وَخرج يَوْمًا بقُمقم يَسْتَقِي فِيهِ مِن مَاء النَّهر، فَسقط مِنْ يَده وغرِق فَقعد على شطِ النَّهر، فمَّر بِهِ صاحبٌ لَهُ، فَقَالَ: مَا يُقعِدك هَا هُنا؟ قَالَ: قمقمٌ لي قدْ غرق وَأَنا أنْتظُر أنْ ينتَفخَ ويطفُو فوقَ المَاء. وَاشْترى يَوْمًا نفانق فانقض عَلَيْهِ عقابٌ، وانتسفَ بعض النفانِق فَطَار بِهِ فنظَر إِلَيْهِ، وَقَالَ: يَا شقيُّ. وَمن أَيْن لَك خَردَلٌ تأكلُه بِهِ؟ ؟ وأسلمتْه أمُّه فِي البزازين، فقالتْ لَهُ بعْد حَولين: توجهتَ فِي شَيْء؟ قَالَ: نعمْ. تعلمت نصْفَ الْعَمَل. قيل: وَمَا تعلَّمتَ؟ قَالَ: تعلمتُ النشرَ، بَقِي الطيُّ. وَقيل لَهُ - وَكَانَ بَرِيء من جِرَاحَة أَصَابَته: بِمَ تداوَيْت؟ قَالَ: بدَم الْوَالِدين. يُريد دمَ الْأَخَوَيْنِ. وَركب يَوْمًا حمارا، وعقر ذنَبه. فَقَالُوا: لِم فعلت ذَلِك؟ فَقَالَ: لِأَنَّهُ يقدِّمُ سَرجْه. وتعلَّق بلص فِي بعض اللَّيْل، فصاح اللصُّ: قُرحتي. فخلاهُ حَتَّى مر، وَقَالَ: خشيتُ أنْ أوجعهُ. وَكَانَ نقشُ خَاتمه: عَشاءُ اللَّيْل رديءُ. وأخذهُ صاحبُ الْمصلحَة فقدَّمه إِلَى الْوَالِي، فَقَالَ: رأيتُ هَذَا يجْلِده عَميرة. فَقَالَ: احْبِسُوهُ. فلقِيَهُ صديقٌ لَهُ، فَقَالَ: مَا حالُكَ؟ قَالَ: قصتي عجيبةُ، لَا يَدَعَونا " ننيكهُم. فَإِذا نكنا أنفسَنا حَبَسونَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>