وَقَالَ: مررتُ بمعلم وَهُوَ يضْرب صَبيْانَه كلَّهم، فسألتُه عَن الذَّنْب فَقَالَ: يُرْجفُون بِي. قَالَ: بِمَاذَا؟ قَالَ: يزعُمون أَنِّي أحجُّ العامَ، وأمُّ مَنْ نوى هَذَا قَحبةٌ. قَالَ: كَانَ يعلم معلمٌ صبيّاً: " وَإِذا قَالَ لُقْمَان لابْنهِ " " لَا تقصُصْ رُؤْيَاك على إخُوتك فَيَكيدُوا لَك كَيْداً " قيل: مَا هَذَا؟ قَالَ: أَبوهُ يدخلُ مشاهرة شهر فِي شهر، وَأَنا أدخلهُ مِن سُورَة فِي سُورَة. وَقَرَأَ صبي على معلِّم: أريدُ أَن أنكحكَ. فَقَالَ: هَذَا إِذا قرأتَ على أمِّك الزانيةِ. وَقَرَأَ آخر {} وأمَّا الآخرُ فتصلَبُ. فَقَالَ: هَذَا إِذا قَرَأت عَليّ أَبِيك القَرنَان. قَالَت امرأةٌ لمعلم: إِذا كَانَ مكُّوكُ دَقِيق بدرهم. كم يكون بِربع دِرْهَم؟ فتحير، ثمَّ قَالَ: مِمَّن اشتريتِ؟ قَالَت: مِنْ فلَان الدَّقاق. قَال: اقْنعي بِمَا يعطيك فَإِنَّهُ ثِقةٌ. قَالَ جرابُ الدولة: كَانَ عندنَا بسجستانَ معلمٌ سخيف اجتزتُ يَوْمًا بِهِ يقولُ لصبي بَين يَدَيْهِ: اقْرَأ يَا بنَ الزَّانية. فَأخذت أوبِّخه، فَقَالَ: اسكتْ. فقد نكتُ أمَّه كثيرا. قَالَ: أَبُو دواد لشَرِيكه: يَا أَبَا الْحُسَيْن، دارُ جَعْفَر بن يحيى، خيرٌ أَو دارُ وردِ؟ فأطرقَ، ثمَّ قَالَ: خَيُرهما عِنْد الله أتْقاهُما. قَالَ بعضُهم: مررتُ بمعلِّم وَهُوَ يتلَوى، فقلتُ: مَا شأْنُكَ يَا شيخُ؟ قَالَ: مَا نمتُ البارحةَ من ضَرْبَان العُرُوق. فنظرْت إِلَيْهِ، وقلتُ: أنتَ وَالله صحيحٌ سليمٌ مثلُ الظلِيم. فغضِب واستشَاط، وَقَالَ: أحدُكم يضربُ عَلَيْهِ عِرقٌ وَاحِد فَلَا ينامُ اللَّيْلَة كُله من الصياح، وَأَنا يَضْربُ على حُزمة عروق، وتريدونَ مني أَلا أصِيحَ؟ فقلتُ: وأيُّ حزمة تضربُ عَلَيْك؟ فكشفَ عَن أير مثل أير الْبَغْل وَقَالَ: هَذَا. وَقَالَ بعضُهم: سألتُ معلما: أَنْت أسَنُّ أمْ أَخُوك؟ فَقَالَ: إِذا جَاءَ رمضانُ استوينا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute