للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصحت النَّاس قولا، وخنت نَفسِي فعلا، فَهَب خيانتي لنَفْسي لنصيحتي للنَّاس. دع أَعْرَابِي فَقَالَ: يارب إِن كنت تدع رِزْقِي لهواني عَلَيْك، فنمروذ كَانَ أَهْون مني، وَإِن كنت تَدعه لكرامتي عَلَيْك، فسليمان كَانَ أكْرم مني. حج رجل من الْأَعْرَاب فَقَالَ: اللَّهُمَّ حضرني إِلَيْك الرغب والرهب فأدأبت النَّهَار، وأسأدت اللَّيْل، غير وعد وَلَا رسل أصل الجعجاع، وأدمن الإيضاع، فأنقيت الْخُف، وبريت الْعظم، وأكلت السنام، لَك بذلك الإمتنان، وَفِي قديم إِلَيّ مِنْك الْإِحْسَان، أَنا ضيفك أَرْجُو قراك، فلينلني عفوك وليسعني فضلك، اللَّهُمَّ أحيني الْعَاقِبَة، والغفران، يَا إِلَه الطول وَالْإِحْسَان. دَعَا أَعْرَابِي على آخر فَقَالَ: رماك الله بليلة لَا أُخْت لَهَا. ودعا آخر فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك طعم الْأَهْل، وخصب الرجل. وَكَانَ آخر يَقُول: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من قرع الْغناء، وكساد أيم، وَغَضب الْعَاقِل.

<<  <  ج: ص:  >  >>