للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِصُورَة سَمَكَة عَظِيمَة تَحت نحر النَّاقة، بَعْضهَا من هَذِه الصُّورَة وَبَعضهَا من كوكبة السَّمَكَة الشمالية من السمكتين اللَّتَيْنِ فِي الْقسم الثَّانِي عشر من صُورَة البروج فَسَمت الْعَرَب هَذِه السَّمَكَة الْعَظِيمَة الْحُوت، وَزَعَمت أَن الْقَمَر ينزل بِبَطن الْحُوت فَسَمت الْمنزل الْأَخير من منَازِل الْقَمَر: بطن الْحُوت والرشا، وَقد وَقع الْكَوْكَب النير الَّذِي على جنب المسلسلة على مَوضِع الْبَطن من الْحُوت، فَقدر قوم من مُؤَلَّفِي كتب الأنواء أَن الْعَرَب سمت هَذَا الْكَوْكَب النير بطن الْحُوت، وَأَن الْقَمَر ينزل بِهَذَا الْكَوْكَب وَالْقَمَر لَا ينزل بِشَيْء من كواكب الْحُوت وَلَا بِبَطن الْحُوت وَإِنَّمَا يمر بموازاتها وَأما النير الَّذِي على الرجل الْيُسْرَى من المسلسلة فَإِنَّهُم اخْتلفُوا فِيهِ، يروي بَعضهم عَن الْعَرَب أَنَّهَا سمته عنَاق الأَرْض وروى آخَرُونَ أَن العناق هُوَ النير الَّذِي على رَأس الغول وَذَلِكَ أَنهم حكوا أَن العناق: هُوَ الْكَوْكَب الْأَزْهَر الَّذِي لَا يُجَاوِزهُ إِلَّا كوكبان صغيران، كَأَنَّهُ بهما النسْر الْوَاقِع وَلَيْسَ هُنَاكَ كَوْكَب بِهَذِهِ الصّفة إِلَّا النير الَّذِي على رَأس الغول، وَمَوْضِع بطن الْحُوت والعناق جَمِيعًا من البروج فِي الْحمل، وَكَذَلِكَ جَمِيع الْكَوَاكِب المسلسلة. كوكبة المثلث: وكواكبه أَرْبَعَة كواكب بَين كوكبة السَّمَكَة وَبَين النير الَّذِي على رَأس الغول وَهِي أَيْضا بَين الشَّرْطَيْنِ وَبَين النير الَّذِي على الرجل الْيُسْرَى من صُورَة الْمَرْأَة، وَهُوَ مثلث فِيهِ طول على رَأسه كَوْكَب نير من الثَّلَاثَة الْبَاقِيَة على الْقَاعِدَة الأنيسين ودرجاتهما فِي الطول أَكثر من دَرَجَات الشَّرْطَيْنِ، ويطلعان مَعَ ذَلِك قبل الشَّرْطَيْنِ لِأَن عرضهما فِي الشمَال اكثر من عرض الشَّرْطَيْنِ فَقدر أَصْحَاب كتب الأنواء أَن الْقَمَر ينزل أَولا بالأنيسين ثمَّ الشَّرْطَيْنِ، فحكوا عَن الْعَرَب أَن الْقَمَر رُبمَا قصر فَنزل بهما وَلَا يلْحق الشَّرْطَيْنِ وَذَلِكَ غلط، لِأَنَّهُمَا يكونَانِ قُدَّام الشَّرْطَيْنِ إِلَى أَن يقربا من خطّ وسط السَّمَاء ثمَّ يتأخران عَن الشَّرْطَيْنِ رويداً رويداً، حَتَّى إِذا صَارا إِلَى الْمغرب غابا بَين الشَّرْطَيْنِ فَيجب أَن يُقَال: إِن الْقَمَر رُبمَا أسْرع فجاوز الشَّرْطَيْنِ وَنزل بالأنيسين وكواكب المثلث كلهَا فِي الْحمل. صور البروج، اثْنَا عشر، أَولهَا: الْحمل وكواكبه ثَلَاثَة عشر كوكباً من

<<  <  ج: ص:  >  >>