للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّحَارِي كتب إِلَيْهِم أَبُو الهيذام: يَا أهل مزة، ليمسينني المَاء أَو لتصبحنكم الْخَيل؟ قَالَ: فوافاهم المَاء قبل أَن يعتموا فَقَالَ أَبُو الهيذام: الصدْق يني عَنْك لَا الْوَعيد. قيل لأعرابي من طَيئ: أَبَا مرأتك حَبل؟ فَقَالَ: لَا، وَذُو بَيِّنَة فِي السَّمَاء، مَا أَدْرِي، مَا لَهَا ذَنْب تشتال بِهِ، وَلَا آتيها إِلَّا وَهِي ضبعة. وقف أَعْرَابِي فَسَأَلَ قوما، فَقَالُوا: عَلَيْك بالصيارفة فَقَالَ: هُنَاكَ وَالله قرارة اللؤم. خطب عتاب بن وَرْقَاء فَحَث على الْجِهَاد وَقَالَ: هَذَا كَمَا قَالَ الله عز وَجل. كتب الْقَتْل والقتال علينا ... وعَلى الغانيات جر الذيول وخطب وَالِي الْيَمَامَة فَيُقَال: إِن الله لَا يَأْخُذ عباده على الْمعاصِي، وَقد أهلك أمة عَظِيمَة فِي نَاقَة مَا كَانَت تَسَاوِي مِائَتي دِرْهَم. خطب عدي بن وتاد الْإِيَادِي فَقَالَ: أَقُول لكم كَمَا قَالَ العَبْد الصَّالح " مَا أريكم إِلَّا مَا رأى وَمَا أهديكم إِلَّا سَبِيل الرشاد " قَالُوا لَيْسَ هَذَا قَول العَبْد الصَّالح، إِنَّمَا هُوَ من قَول فِرْعَوْن، فَقَالَ: وَمن قَالَه، فقد أحسن. سمع أَعْرَابِي سُورَة بَرَاءَة فَقَالَ: يَنْبَغِي أَن يكون هَذَا آخر الْقُرْآن، قيل لَهُ: وَلم؟ قَالَ: رَأَيْت عهوداً تنبذ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: صلى أَعْرَابِي فَأطَال الصَّلَاة، وَإِلَى جَانِبه نَاس فَقَالُوا: مَا أحسن صلَاته! فَقطع صلَاته وَقَالَ: وَأَنا مَعَ هَذَا صَائِم. اسْتشْهدُوا أَعْرَابِيًا على رجل وَامْرَأَة، فَقَالَ: رَأَيْته قد تقمصها، يحفزها بمؤخره، ويجذبها بمقدمه، وخفي عَليّ المسلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>