للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: تقدم أَعْرَابِي للصَّلَاة فَقَرَأَ: الْحَمد لله ثمَّ قَالَ: قد أَفْلح من هم فِي صلَاته، وَأخرج الْوَاجِب من زَكَاته، أطْعم الْمِسْكِين من نخلاته، وجانب الْفُحْش وفاعلاته، وحافظ على بعيره وشاته، الله أكبر، فَضَحِك من كَانَ خَلفه فَقَالَ: أَنِّي ضحكتم؟ وَالله لقد علمتني عَجُوز لنا أدْركْت النَّبِي؛ يَعْنِي مُسَيْلمَة. كَانَ أَعْرَابِي إِذا تَوَضَّأ بَدَأَ بِوَجْهِهِ فَغسله، ثمَّ غسل فرجه، وَيَقُول: لَا أبدأ بالخبيثة. قَالَ الْأَصْمَعِي: حضرت الصَّلَاة، فَقَالَ أَعْرَابِي: حَيّ على الْعَمَل الصَّالح، قد قَامَ الْفَلاح، ثمَّ قَامَ يُصَلِّي، وَقَالَ: اللَّهُمَّ احفظ لي حسبي ونسبي، واردد على ضالتي، واحفظ هملي وَالسَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله. قَالَ: وَقَامَت امْرَأَة تصلي فَقَرَأت: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من شَرّ قُرَيْش وَثَقِيف، وَمن شَرّ مَا جمعت من اللفيف، وَأَعُوذ بك من حر ملك أمره، وَعبد مَلأ بَطْنه، الله أكبر. وقف أَعْرَابِي يسْأَل شَيْئا فَقيل لَهُ: يَا أَعْرَابِي، هَل لَك فِي خير مِمَّا تطلب؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تعلمنا سُورَة من الْقُرْآن، قَالَ: وَالله إِنِّي لَا أحسن مِنْهَا مَا إِن حفظت كفاني، أحسن مِنْهُ خمس سور، قَالَ: فَقُلْنَا اقْرَأ، فَقَرَأَ: الْحَمد لله، وَإِذا جَاءَ نصر الله، وَإِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر. ثمَّ سكت، فَقُلْنَا لَهُ: هَذِه ثَلَاثَة فَأَيْنَ الثنتان؟ قَالَ: إِنِّي وهبتهما لِابْنِ عَم لي، يُرِيد أَنِّي علمتهما إِيَّاه، وَلَا وَالله أَعُود فِي شَيْء وهبته أبدا. خَاصم أَعْرَابِي امْرَأَته إِلَى السُّلْطَان فَقيل لَهُ: مَا صنعت؟ قَالَ: خيرا،

<<  <  ج: ص:  >  >>