للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: قد فعلت. قَالَ السَّكْرَان: أمه زَانِيَة، إِن درعها إِلَّا دَاري. قيل لشيخ: أتشرب النَّبِيذ؟ قَالَ: مِقْدَار مَا أتقوى بِهِ على ترك الصَّلَاة. قَالَ أَبُو بكر بن عَيَّاش: كنت وسُفْيَان الثَّوْريّ وَشريك ابْن عبد الله نمشي بَين الْحيرَة والكوفة، فَرَأَيْنَا شَيخا أَبيض الرَّأْس واللحية، حسن السمعة، لَهُ رواء فَقُلْنَا: هَذَا شيخ جليل، قد سمع الحَدِيث، وَرَأى النَّاس، وَكَانَ سُفْيَان أطلبنا للْحَدِيث، وأشدنا بحثا وَأَعْلَمنَا بِهِ، وأحفظنا لَهُ، فَتقدم إِلَى الشَّيْخ وَسلم، ثمَّ قَالَ: أعندك رَحِمك الله شيءٌ من الحَدِيث؟ قَالَ: أما الحَدِيث فَلَا، وَلَكِن عِنْدِي عَتيق سنتَيْن. فَنَظَرْنَا، فَإِذا هُوَ خمار. بَاعَ بَعضهم ضيعته فَقَالَ لَهُ المُشْتَرِي: بالْعَشي أشهد عَلَيْك. قَالَ: لَو كنت مِمَّن يفرغ بالْعَشي، مَا بِعْت ضيعتي. خرج ثُمَامَة من منزلٍ ضيق لَهُ، مَعَ الْمغرب، وَهُوَ سَكرَان، فَإِذا هُوَ بالمأمون قد ركب فِي نفر، فَلَمَّا رَآهُ ثُمَامَة عدل عَن طَرِيقه وبصر بِهِ الْمَأْمُون، فَضرب كفل دَابَّته وحاذاه، فَوقف ثُمَامَة، فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون: ثُمَامَة! ، قَالَ: إِي وَالله، قَالَ: من أَنا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي وَالله. فَضَحِك الْمَأْمُون حَتَّى انثنى على دَابَّته. وَقَالَ: عَلَيْك لعائن الله. فَقَالَ ثُمَامَة: تترى إِن شَاءَ الله. وَأمر لَهُ بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم. قدم شراعه بن زيد على الْوَلِيد بن يزِيد، وَكَانَ كثب فِي إقدامه عَلَيْهِ، فَلَمَّا دخل مَا سَأَلَهُ عَن سفرة، وَلَا عَن نَفسه، حَتَّى قَالَ: يَا شراعة، إِنِّي وَالله مَا أرْسلت إِلَيْك لأسألك عَن كتاب الله، وَلَا أستفتيك عَن سنة رَسُول الله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام. قَالَ: لَو سَأَلتنِي عَنْهُمَا لَوَجَدْتنِي حمارا. قَالَ: إِنَّمَا أرْسلت إِلَيْك لأسألك عَن الفتوة، قَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فاسأل عَنْهَا طبيبها الرفيق، ودهقانها الْعَالم. قَالَ: أَخْبرنِي عَن الْأَشْرِبَة. قَالَ: سلني: قَالَ مَا تَقول فِي المَاء؟ قَالَ: لَا بُد لي مِنْهُ، وَالْحمار شَرِيكي فِيهِ. قَالَ مَا تَقول فِي اللَّبن؟ قَالَ: مَا رَأَيْته مُنْذُ فطمت، إِلَّا استحيلت أُمِّي لطول مصي ثديها. قَالَ: فَمَا تَقول فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>