للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَانَ وهب بن منبّه يَقُول: " مثل الدُّنْيَا وَالْآخِرَة كَمثل رجل لَهُ ضرّتان إِن أرْضى أَحدهمَا أَسخط الْأُخْرَى ". وقف رجل على قبر بعض الْجَبَابِرَة فَقَالَ: أَيهَا الْجَبَّار، كم من نفس قتلتها طلبا للراحة مِنْهَا أَصبَحت الْيَوْم وَهِي أَكثر شغلك. قَالَ الْفضل الرقاشِي: إِنَّا وَالله مَا نعلّمكم مَا تجهلون وَلَكنَّا نذكركم مَا تعلمُونَ. كَانَ الفضيل، وَهُوَ يعظ ابْنه عليا، كثير الزّهْد وَيَقُول: يَا بني ارْفُقْ بِنَفْسِك. وَكَانَ يَوْمًا خلف الإِمَام يُصَلِّي، وَقَرَأَ سُورَة الرَّحْمَن، فَجعل يَتْلُو إِلَى قَوْله تَعَالَى: " حور مقصورات فِي الْخيام " فَلَمَّا سلّم الإِمَام سمع أَبَاهُ يُنَادي: يَا عَليّ، أما سَمِعت مَا قَرَأَ الإِمَام؟ فَيَقُول ابْنه: يَا أَبَة شغلني مَا كَانَ قبلهَا: " يُعرف المجرمون بسماهم فَيُؤْخَذ بالنواصي والأقدام ". قيل لِابْنِ عُيَيْنَة: إِن فلَانا ينتقصك: فَقَالَ: نطيع الله فِيهِ على قدر مَا عصى الله فِينَا. قيل لبَعْضهِم: مَا مثل الدُّنْيَا؟ قَالَ: هِيَ أقل من أَن يكون لَهَا مثل. عوتب سهل بن عبد الله على كَثْرَة الصَّدَقَة فَقَالَ: لَو أَرَادَ الرجل أَن ينْتَقل من دَار إِلَى دَار أَكَانَ يتْرك فِي الأولى شَيْئا؟ لَا وَالله. دخل لص على بعض الزهاد فَلم ير فِي دَاره شَيْئا: فَقَالَ: يَا هَذَا أَيْن متاعك؟ قَالَ حوّلته إِلَى دَار أُخْرَى. قيل للربيع بن خثيم: يَا ربيع، أَنا مَا رَأَيْتُك تذم أحدا، قَالَ: وَيلك! مَا أَنا عَن نَفسِي رَاض فأتحول من ذمِّي إِلَى ذمّ النَّاس؛ إِن النَّاس خَافُوا الله على ذنُوب الْعباد؛ وأمنوه على ذنوبهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>