للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نظر الفرزدق إِلَى ابْن هُبَيْرَة وَعَلِيهِ ثِيَاب تقَعْقع، فَقَالَ: تُسبح. أَرَادَ بذلك قَول الشَّاعِر: إِذْ ألبست قيس ثيابًا لزينة ... تُسبّج من لؤم الْجُلُود ثِيَابهَا لما عُزل إِسْمَاعِيل بن حمّاد بن أبي حنيفَة عَن الْبَصْرَة شيعوه فَقَالُوا: عففت عَن أَمْوَالنَا وَعَن دمائنا. فَقَالَ: وَعَن أَبْنَائِكُم. يُعرّض بِيَحْيَى بت أَكْثَم فِي اللواط. كَانَ جَعْفَر بن يحيى يكني الْفضل بن الرّبيع أَبَا روح - وَهِي كنية الفرخ - وَأهل الْمَدِينَة يسمون اللَّقِيط فرخا، وَكَانَ الرّبيع لقيطاً مَجْهُول الْأَب، فختلفاً فِي نسبه، فَكَانَ جَعْفَر يَأْكُل مَعَ الرشيد يَوْمًا، فوُضعت بَين أَيْديهم ثَلَاثَة أفراخ، وَقَالَ الرشيد لجَعْفَر يمازحه: قاسمني هَذِه نستوفي أكلهَا. قَالَ: قسْمَة عدل أَو قسْمَة جور؟ فَقَالَ: قسْمَة عدل. فَأخذ جَعْفَر فرخين وَترك فرخاً وَاحِدًا. فَقَالَ الرشيد: أَهَذا الْعدْل؟ قَالَ: نعم. معي فرخان، ومعك فرخان. قَالَ: فَأَيْنَ الآخر؟ قَالَ: هَذَا، وَأَوْمَأَ إِلَى الْفضل، فَتَبَسَّمَ الرشيد وَقَالَ: يَا فضل، لَو تمسكت بولائنا لسقط هَذَا عَنْك. وَلم يفهم الْفضل مَا قَالَا. قَالَ بَعضهم: حضرت عِنْد بعض الكتّاب الأجلاّء، وَقد ناظره رجل فِي شَيْء فغصّصه الْحجَّة، فَغَاظَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا مأبون، فاعتمد الرجل بيدَيْهِ على الأَرْض يقوم وَأنْشد: كِلَانَا يرى الجوزاء يَا جمل إِن بَدَت ... وَنجم الثريا والمزار بعيد قَالَ الْمَأْمُون لقارئ: اقْرَأ، فَقَرَأَ: " فسوّلت لَهُ نَفسه قتل اخيه فَقتله " فَأمر بحبسه. قَالَ الجاحظ: كَانَ عندنَا أنَاس من الأزد وَمَعَهُمْ ابْن حزن، وَابْن حزن هَذَا عدوي، وَكَانَ يتعصب لأَصْحَابه من بني تَمِيم، وَكَانُوا على النَّبِيذ، فَسقط

<<  <  ج: ص:  >  >>