للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ رجل لعَمْرو بن عبيد: إِنِّي لأرحمك مِمَّا يَقُول النَّاس فِيك. قَالَ: فَمَا تسمعني أَقُول؟ قَالَ: مَا أسمعك تَقول إِلَّا خيراًز قَالَ: فإياهم فارحمم. ومرّ بِجَمَاعَة عكوف فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: سَارِق يُقطع. فَقَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله! سَارِق السِّرّ يقطعهُ سَارِق الْعَلَانِيَة. قَالَ رجل لثمامة: لم كفر الْكَافِر؟ فَقَالَ: الْجَواب عَلَيْهِ. وَقَالَ هِشَام بن الحكم - وَكَانَ يَقُول بالجسم - لأبي الْهُذيْل: مَا الدَّلِيل على أَن الْبَارِي - عز وجلّ - لَيْسَ بجسم؟ قَالَ: لِأَنَّهُ لَا نصف لَهُ. قَالَ أَبُو شمر: مَا شَككت فِي شَيْء قطّ. قَالَ النظام: لكني مَا شَيْء إِلَّا شَككت فِيهِ. ففضّل النَّاس قَول النظام. نَاظر بختويه الْجند يسابوري عَافِيَة بن شبيب البصريّ، فَقَالَ بختويه: مَا دليلك على إِثْبَات الْخَالِق؟ فَقَالَ: شَعْرَة أمك الَّتِي تحلقها فتنبت، فَلَو لم يكن لَهَا منبت لم تنْبت. قَالَ بختويه: فَيَنْبَغِي أَن يكون بظر أمك حِين قُطع فَلم ينْبت دَلِيلا على أَنه لَا منبت. قَالَ بعض وُلَاة الْبَصْرَة بَينا أَنا فِي مجلسي إِذْ سَمِعت صَحِيحَة عَظِيمَة ظَنَنْت أَنَّهَا فتْنَة، فَإِذا شيخ قد لبّب رجلا شَابًّا، فَلَمَّا دنيا مني قلت للشَّيْخ: مَا شَأْنك؟

<<  <  ج: ص:  >  >>