للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحقوني، أَنا أجذبها وَهِي تجذبني وَالْغَلَبَة لَهَا. فَقَالَ الثَّالِث: أَنا لَا أَدْرِي مَا يَقُولُونَ. من أكل من هريستي أَسْرج ببوله شهرا. خَاصم حجّام مرّة حذّاءً فَقَالَ للحذاء: أَنْت تمشّط وتسرّج وَأَنا أمشّط وأسرّج، وَأَنت تحذف وَأَنا أحذف وَأَنت تشقّ الْجلد بشفرة وَأَنا أشقه بمشراط، فَأَي فضل لَك عليّ؟ . تخاصم رجلَانِ، وَكَانَ أَحدهمَا ندّافاً. فَقَالَ الآخر: وَالله لَو وضعت إِحْدَى رجليك على حراء وَالْأُخْرَى على ثبير، ثمَّ اخذت قَوس قزَح وندفت الْغَيْم على جباب الْمَلَائِكَة، مَا كنت إِلَّا ندّافاً. قدّمت امْرَأَة رزام الطحّان إِلَى صَاحب الشرطة؛ فادّعت عَلَيْهِ شَيْئا، فجحدها، وَقَالَ: أصلح الله الْأَمِير، إِن كَانَت صَادِقَة فحريت سَيْفا بِالْعرضِ. قَالَ بَعضهم: مَرَرْت بِجَمَاعَة من الكنّاسين قد وقفُوا على بِئْر لينقّوه فَقَالُوا لأَحَدهم: انْزِلْ، فتجرّد، فَنزل وَهُوَ يَقُول: لم يطيقوا أَن ينزلُوا ونزلنا ... وأخو الْحَرْب من أطَاق النزولا قَالَ بَعضهم: وَردت القرما - وَهِي على أَرْبَعَة فراسخ من الرملة - مَعَ رُفقاء لي، فَإِذا بصائح يَصِيح بِالْغَدَاةِ: الهريسة الهريسة. فأنفذنا من يَشْتَرِيهَا، فَرجع وَقَالَ: الهرّاس يَقُول: اثردوا، فثردنا، وَعَاد إِلَيْهِ. قَالَ: فَفتح بُزالا من قدر، فَإِذا بِمَاء صَاف قد انحدر مِنْهَا، فَبعد حِين خرجت حبّات حِنْطَة، فَضرب بِيَدِهِ على مَنْكِبي وَقَالَ: بختك مقبل، فَإِنَّهَا الْيَوْم ثخينة. جَاءَ رجل إِلَى صديق لَهُ من أهل السُّوق، فَشَكا إِلَيْهِ إضاقةً، وَسَأَلَهُ أَن يُقرضه دَرَاهِم. فَقَالَ نعم، وكرامةً، يَا غُلَام، هَات الْكيس وَالْمِيزَان والمرآة، وَوزن لَهُ مَا التمسه، فَأَخذه الرجل وَأثْنى عَلَيْهِ، وَقَامَ ليقبّل رَأسه فَقَالَ: يَا أخي،

<<  <  ج: ص:  >  >>