وَكَانَ يَقُول إِذا وضع الطَّعَام: باسم الله عني معن كل آكلٍ معي. وَسُئِلَ عَن الجشاعة والجبن، والجود وَالْبخل؛ فَقَالَ: الشجاع يُقَاتل عَمَّن لَا يعرفهُ، والجبان يفر عَن عرسه، والجواد يعْطى من لَا يلْزمه حَقه، والبخيل يمْنَع نَفسه. واستئاره عمر فِي توليه حمص رجلا، فَقَالَ: لَا يصلح أَن يكون إِلَّا رجلا مِنْك. قَالَ: فكنه. قَالَ: لَا تنْتَفع بِي. قَالَ: وَلم؟ قَالَ: لسوء ظَنِّي فِي سوء ظَنك بِي. وَقَالَ: لَو قنع النَّاس بأرزاقهم قناعتهم بأوطانهم مَا اشْتَكَى عبدٌ الرزق. وَقَالَ: إِذا حدث أحدكُم فأعجبه الحَدِيث فليسكت؛ فَإِن أعجبه السُّكُوت فليتحدث. وَسمع كَعْبًا يَقُول: مكتوبٌ فِي التَّوْرَاة من ظلم يخرب بَيته؛ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: تَصْدِيق ذَلِك فِي كتاب الله عز وَجل: " فَتلك بُيُوتهم خاوية بِمَا ظلمُوا ". وَقَالَ: مَا رشى الله النَّاس بشيءٍ من أصامهم كَمَا رضاهم بأوطانهم. فَقَالَ أَبُو زيد النَّحْوِيّ: بلَى وَالله وبأحسابهم؛ فَقيل لَهُ: وَكَيف؟ فَقَالَ: تَلقاهُ من عكل وسلول ومحاربٍ وغني وباهلة وَهُوَ يفاخر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute