حدث عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ: كنت أَمْشِي مَعَ ابْن عَبَّاس وَهُوَ محرمٌ يرتجز بِالْإِبِلِ وَهُوَ يَقُول: وهنٌ يَمْشين بِنَا هَميسا ... إِن تصدق الطيرنن ... لَميسا فَقلت لَهُ: أَتَرْفُثُ وَأَنت محرم؟ فَقَالَ: إِنَّمَا الرَّفَث مَا رُوجِعَ بِهِ النِّسَاء وروى عَنهُ فِي قَوْله تَعَالَى: " فلنحيينه حَيْوَة طيبَة ". قَالَ: هِيَ القناعة قَالَ ابْن عَبَّاس: لما بلغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هجاء الْأَعْشَى عَلْقَمَة ابْن علاثة نهى أَصْحَابه أَن يرووه، وَقَالَ: " إِن أَبَا سُفْيَان شعث مني عِنْد قَيْصر فَرد عَلَيْهِ عَلْقَمَة وَكذب أَبَا سُفْيَان فَشكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك. وَقَالَ لبَعض اليمانية: لكم من السَّمَاء نجمها، وَمن الْكَعْبَة ركنها؛ وَمن السيوف صمصامها. يَعْنِي سهيلاً من النُّجُوم، والركن الْيَمَانِيّ، وصمصامة عَمْرو بن معد يكرب. وَقَالَ: لَا يزهدنك فِي الْمَعْرُوف كفر من كفر؛ فَإِنَّهُ يشكرك عَلَيْهِ من لم تصطنعه إِلَيْهِ. ذكر أَن ملك الرّوم وَجه إِلَى مُعَاوِيَة بقارورةٍ فَقَالَ: ابْعَثْ فِيهَا من كل شيءٍ، فَبعث إِلَى ابْن عَبَّاس فَقَالَ: لتملأ لَهُ مَاء؛ فَلَمَّا ورد بِهِ على ملك الرّوم قَالَ: لله أَبوهُ مَا أدهاه! فَقيل لِابْنِ عَبَّاس: كَيفَ اخْتَرْت ذَلِك؟ فَقَالَ: لقَوْل الله عز وَجل: " وَجَعَلنَا من المَاء كل شيءٍ حَيّ ". وَقَالَ فِي كَلَام لَهُ يُجيب ابْن الزبير: وَالله إِنَّه لمصلوب قريشٍ، وَمَتى كَانَ عوام بن عوامٍ يطْمع فِي صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب؟ قيل للبغل: من أَبوك؟ قَالَ: خَالِي الْفرس. وَقَالَ: مَا رَأَيْت أحدا أسعفته فِي حَاجَة إِلَّا أَضَاء مَا بيني وَبَينه، وَلَا رَأَيْت أحدا رَددته عَن حاجةٍ إِلَّا أظلم مَا بيني وَبَينه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute