كَانَ المتَوَكل يلْعَب بالنرد مَعَ الْفَتْح بن خاقَان، فَقيل لَهُ: يحيى بن أَكْثَم يسْتَأْذن. فَأمر بِرَفْع النَّرْد، وَدخل يحيى، فَلَمَّا جلس قَالَ لَهُ: يَا يحيى، إِن فتحا احتشمك وَأمر بِرَفْع النَّرْد، فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، لم يكن بِهِ احتشامي، وَلكنه خَافَ أَن أعلم عَلَيْهِ. كَانَ للأعمش ابْن يتنسك، فَكَانَ أَبوهُ يتوقر بِحَضْرَتِهِ، وَكَانَ فِيهِ دعابة، فَقَالَ يَوْمًا: اشْهَدُوا على ابْني هَذَا أَنه ابْني لَا يدعى غَدا أَنه أَبى. دخل أَبُو حنيفَة - رَحْمَة الله عَلَيْهِ - على الْأَعْمَش يعودهُ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّد، لَوْلَا أَنه يثقل عَلَيْك لعدتك فِي كل يَوْم. قَالَ: أَنْت تثقل عليّ وَأَنت فِي بَيْتك، فَكيف فِي بَيْتِي؟ . كَانَ أَبُو يُوسُف يكْتب كتابا، وَعَن يَمِينه رجل يُلَاحظ مَا يكْتب، وفطن بِهِ أَبُو يُوسُف، فَلَمَّا فرغ من الْكتاب الْتفت إِلَى الرجل، فَقَالَ: هَل رَأَيْت سقطا؟ قَالَ: لَا. قَالَ أَبُو يُوسُف: جزيت عَن الغباوة خيرا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute