للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجرت بالغلام فِي الْمَسْجِد؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ لَك بَيت. مَا حجتك فِي أَن قذرت بالمحراب؟ قَالَ: علمت أَنه يشْهد عَليّ يَوْم الْقِيَامَة، فَأَحْبَبْت أَن أجعله خصمي لِئَلَّا تقبل شَهَادَته عَليّ. وَدفع إِلَى الْقصار قَمِيصًا ليغسله، فضيقه، ورد عَلَيْهِ قَمِيصًا صَغِيرا؛ فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا قَمِيصِي، قَالَ: بلَى هُوَ قَمِيصك وَلكنه توزى وَفِي كل غسلةٍ يَتَقَلَّص وَيقصر؛ فَقَالَ الجماز: فَأحب أَن تعرفنِي فِي كم غسلةٍ يصير الْقَمِيص زراً؟ . وَقيل لَهُ: لم تقصر شعرك؟ قَالَ: أَلَيْسَ قَلِيل مَا أجئ بِهِ كثيرا فِي جنب مَا يعطونني. وَحضر دَعْوَة بعض النَّاس فَجعل رب الْبَيْت يدْخل وَيخرج وَيَقُول: عندنَا سكباجةٌ تطير طيراناً، عندنَا قليةٌ تطير فِي السَّمَاء، فَلَمَّا طَال ذَلِك على الجماز وجاع قَالَ: يَا سَيِّدي، أحب أَن تخرج لي رغيفاً مقصوص الْجنَاح إِلَى أَن تقع ألوانك الطيارات. وَنظر إِلَى غُلَام؛ فَقَالَ: هَذَا كَانَ من المطففين. قيل: وَكَيف ذَاك؟ . قَالَ: كَانَ إِذا ناكه الْوَاحِد، وَكَانَ وَقت الْفَرَاغ، فرج بَين فَخذيهِ. وَوجد مَعَ غُلَام فِي مَوضِع خالٍ، وَقد حلا سراويلهما، فَقيل لَهُ: مَا تصنع؟ ، قَالَ: نتخاير بالتكك. قَالَ الجماز: اجتزت ببابٍ وَصَاحب الدَّار يُقَاتل امْرَأَته وَيَقُول: لأحملن عَلَيْك الْيَوْم مائَة رجل، فَجَلَسَ شيخ كَانَ خَلْفي على الْبَاب ينْتَظر؛ فَلَمَّا طَال دق الْبَاب وَقَالَ: تُرِيدُ أَن تحمل على هَذِه القحبة أَو انْصَرف. رأى رجلٌ الْهلَال فَاسْتَحْسَنَهُ؛ فَقَالَ لَهُ الجماز: وَمَا تستحسن مِنْهُ؟ فو الله إِن فِيهِ لخصالاً لَو كَانَت إِحْدَاهُنَّ فِي الْحمار لرد بهَا؛ قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: إِنَّه يدْخل الروازن، وَيمْنَع من الدبيب، وَيدل على اللُّصُوص، ويسخن من المَاء، ويخرق الْكَتَّان، وَيُورث الزُّكَام، وَيحل الدّين، ويزهم اللَّحْم.

<<  <  ج: ص:  >  >>