للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تظلم أهل قُم إِلَى عبد الله القمي وَزِير ركن الدولة من أَخِيه - وَكَانَ واليهم - وَرفعُوا إِلَيْهِ رقْعَة؛ فَوَقع فِي قصتهم: من دفع فِي أخي درهما دفعت فِيهِ دِينَارا؛ فَإِن ودى ودى، وَإِن لَا ودى خرج من دقه وَجلده حَتَّى ودى؛ وَالسَّلَام. قَالَ بَعضهم: جِئْت إِلَى كاتبٍ وَسَأَلته كتاب شفاعةٍ إِلَى بعض أصدقائه؛ فَكتب: يجب أَن تصونه وتحوطه، وَترد عَلَيْهِ خطوطه. قَالَ: فَقلت: الرجل لم يعرفنِي قطّ وَلَيْسَ مَعَه شيءٌ من خطوطي؛ فَقَالَ: إِن أردْت أَن تَأْخُذ الْكتاب فَخذه، وَإِلَّا فَإِنِّي لَا أضيع سجعي. قَالَ بَعضهم: كتب إِلَى جَامع الصيدلاني كتابا؛ فَكتب جَوَابه. وَجعل عنوانه مني إِلَى ذَاك الَّذِي كتب إِلَيّ. كتب ابْن المتَوَكل إِلَى مُحَمَّد بن عبيد الله يطْلب فهداً؛ فَكتب إِلَيْهِ: نحرت عِنْد مقَام لَا إِلَه إِلَّا الله؛ صلى الله على سَيِّدي فديته، إِن كَانَ عِنْدِي مِمَّا طلبته وزن دنقٍ فَلَا تظن يَا سَيِّدي أَنِّي أبخل عَلَيْك بِالْقَلِيلِ دون الْكثير فضلا عَن الْكثير، وَالسَّلَام. وَكتب مُعَاوِيَة بن مراون - وَكَانَ محمقاً - إِلَى الْوَلِيد بن عبد الْملك: قد بعثت إِلَيْك بقطيفةٍ حَمْرَاء حَمْرَاء حَمْرَاء؛ فَكتب فِي جَوَابه: قد وصلت، وَأَنت أَحمَق أَحمَق أَحمَق. قَالَ أَبُو العيناء: كتب بَعضهم إِلَى صديقٍ لَهُ: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم. وأمتع بك، حفظك الله واتقي لَك من للنار سوء الْحساب. كتبت إِلَيْك والدجلة تطفح، وسفن الْموصل هَاهُنَا، وَالْخبْز رطلين؛ فَعَلَيْك بتقوى الله، وَإِيَّاك وَالْمَوْت؛ فَإِنَّهُ طَعَام سوءٍ، وَالسَّلَام. وَكتب بعض الهاشميين إِلَى السندي بن شاهك. باسم الله وأمتع بك: إِن أَخا خادمي أَخذ رجلا من الشَّرْط بِسَبَب كلب يُقَال لَهُ مُوسَى، ومُوسَى لَيْسَ عندنَا يداعى؛ فَإِن رَأَيْت أَن تَأمر بسبيل تخليته فعلت إِن شَاءَ الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>