للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَك، والأمور متسقة عَلَيْك، وَقد مثلت ونفست. وَهُوَ قَول الله تبَارك وَتَعَالَى " وَلَا يَحسبن الَّذين كفرُوا إِنَّمَا نملى لَهُم خير لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نملى لَهُم ليزدادوا إِثْمًا وَلَهُم عَذَاب مهين ". أَمن الْعدْل يَا بن الطُّلَقَاء تخديرك نِسَاءَك وإماءك، وسوقك بَنَات رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ؟ قد هتكت ستورهن ٣٥٤، وضحكت بحوجهن مكتئبات تخدى بِهن الأباعر، ويحدو بِهن الأعادي، من بلد إِلَى بلد لَا يراقبن وَلَا يؤوين، يتشوفهن الْقَرِيب والبعيد، لَيْسَ مَعَهُنَّ ولي من رِجَالهنَّ، وَكَيف يستبطأ فِي بغضتنا من نظر إِلَيْنَا بالشنف والشنان، والإحن والأضغان؟ أَتَقول: لَيْت أشياخي ببدر شهدُوا غير متأثم وَلَا مستعظم، وَأَنت تنكت ثنايا أبي عبد الله بمخصرتك؟ وَلم لَا تكون كَذَلِك وَقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة، بإهراقك دِمَاء ذُرِّيَّة مُحَمَّد صلى الله عله ونجوم الأَرْض من آل عبد الْمطلب، ولتردن على الله وشيكاً موردهم، ولتؤدن أَنَّك عميت وبكمت، وَإنَّك لم تقل: فاستهلوا وأهلوا فَرحا اللَّهُمَّ، خُذ بحقنا، وانتقم لنا مِمَّن ظلمنَا! وَالله مَا فريت إِلَّا فِي جِلْدك وَلَا خرزت إِلَّا فِي لحمك، وسترد على رَسُول الله برغمك، وعترته وَلحمَته فِي حَظِيرَة الْقُدس، يَوْم يجمع الله شملهم ملمومين من الشعث، وَهُوَ قَول الله تبَارك وَتَعَالَى: " وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ فرحين " وَسَيعْلَمُ من بوأك ومكنك من رِقَاب الْمُؤمنِينَ، إِذا كَانَ الحكم الله والخصيم مُحَمَّد، وجوارحك شاهدة عَلَيْك. فبئس للظالمين بَدَلا، وَأَيكُمْ شَرّ مَكَانا وأضعف جنداً، مَعَ أَنِّي - وَالله - يَا عَدو الله وَابْن عدوه أستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، غير أَن الْعُيُون عبرى، والصدور حرى وَمَا يجْرِي ذَلِك أَو يُغني عَنَّا، وَقد قتل

<<  <  ج: ص:  >  >>