غُلَام. اخْرُج إِلَيّ أسائلك. فَنظر الْغُلَام فَعرف شبيباً. فَقَالَ: إِنِّي أَخَاف. فَهَل أَنا آمن إِلَى أَن أخرج وألبس ثِيَابِي؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فوَاللَّه لَا ألبسها الْيَوْم وَلَا أخرج. فَقَالَ شبيب: أوه، خدعني الْغُلَام. وَأمر رجلا بحفظه لِئَلَّا يُصِيبهُ أحد بمعرة وَمضى، وَسلم الْغُلَام. قَالَ الْأَعْمَش: أَخْبرنِي تَمِيم بن سَلمَة أَن رجلا شهد عِنْد شُرَيْح وَعَلِيهِ جُبَّة ضيقَة الكمين. فَقَالَ شُرَيْح: أَنَتَوَضَّأُ وَعَلَيْك جبتك هَذِه؟ قَالَ: احسر عَن ذراعك. فحسر، فَلم يبلغ كم جبته إِلَى نصف الساعد. فَرد شَهَادَته. قدمت امْرَأَة زَوجهَا إِلَى أبي عمر القَاضِي، وَادعت عَلَيْهِ مَالا، فاعترف بِهِ فَقَالَت: أَيهَا القَاضِي خُذ بحقي وَلَو بحبسه. فتلطف لَهَا لِئَلَّا تحبسه، فَأَبت إِلَّا ذَلِك، فَأمر بِهِ، فَلَمَّا مَشى خطوَات صَاح أَبُو عمر بِالرجلِ وَقَالَ لَهُ: أَلَسْت مِمَّن لَا يصبر على النِّسَاء؟ فَفطن الرجل فَقَالَ: بلَى أصلح الله القَاضِي. فَقَالَ: خُذْهَا مَعَك إِلَى الْحَبْس. فَلَمَّا عرفت الْحَقِيقَة نَدِمت على لجاجها وَقَالَت: مَا هَذَا أَيهَا القَاضِي؟ قَالَ: لَك عَلَيْهِ حق، وَله عَلَيْك حق. وَمَالك عَلَيْهِ لَا يبطل مَا لَهُ عَلَيْك. فَعَادَت إِلَى السلاسة وَالرِّضَا. أَخذ عبد الْملك رجلا كَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج فَقَالَ لَهُ: أَلَسْت الْقَائِل: وَمنا سُوَيْد والبطين وقعنب ... وَمنا أَمِير الْمُؤمنِينَ شبيب فَقَالَ إِنَّمَا قلت: وَمنا أَمِير الْمُؤمنِينَ. وناديتك، فخلى سَبيله. كَانَ يخْتَلف إِلَى أبي حنيفَة رجل يتَحَمَّل بالستر الظَّاهِر، والسمت الْبَين فَقدم رجل غَرِيب وأودعه مَالا خطيراً، وَخرج حَاجا، فَلَمَّا عَاد طَالبه بالوديعة فجحده، فألح الرجل عَلَيْهِ فتمادى، فكاد صَاحب المَال يهيم ٣٨٨، ثمَّ اسْتَشَارَ ثِقَة لَهُ فَقَالَ لَهُ: كف عَنهُ، وصر إِلَى أبي حنيفَة، فدواؤك عِنْده.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute