للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ الشَّافِعِي: اغتنموا الفرصة فَإِنَّهَا خلس أَو غصص. أغْلظ سَفِيه لحليم فَقيل لَهُ: لم لم تغْضب؟ فَقَالَ: إِن كَانَ صَادِقا فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن أغضب، وَإِن كَانَ كَاذِبًا فبالحري أَلا أغضب. قَالَ بَعضهم: مَا أحسن حسن الظَّن إِلَّا أَن مِنْهُ الْعَجز، وَمَا أقبح سوء الظَّن إِلَّا أَن فِيهِ الحزم. قَالَ قَيْصر: مَا الْحِيلَة فِيمَا أعيا إِلَّا الْكَفّ عَنهُ، وَلَا الرَّأْي فِيمَا لَا ينَال إِلَّا الْيَأْس مِنْهُ. قَالَ سهل بن هَارُون: مَا زلت أَدخل فِيمَا يرغب بِي عَنهُ مَتى اسْتَغْنَيْت عَمَّا يرغب لي فِيهِ. كَانَ يُقَال: الأحمق إِذا حدث ذهل، وَإِذا تكلم عجل، وَإِذا حمل على الْقَبِيح فعل. قيل: لَيْسَ الْمُوسر من ينقص على النَّفَقَة مَاله، وَلَكِن الْمُوسر من يزكو على الْإِنْفَاق مَاله. قَالَ أَبُو يُوسُف: إِثْبَات الْحجَّة على الْجَاهِل سهل وَلَكِن إِقْرَاره بهَا صَعب. قيل لبَعْضهِم: مَا الكلفة؟ قَالَ: طَلَبك مَا لَا يواتيك، ونظرك فِيمَا لَا يَعْنِيك قَالَ آخر: كَمَا أَن أواني الفخار تمتحن بأصواتها فَيعرف الصَّحِيح مِنْهَا من المنكسر، كَذَلِك يمْتَحن الْإِنْسَان بمنطقه فَيعرف حَاله وَأمره. قَالَ آخر: احْتِمَال الْفقر أحسن من احْتِمَال الذل على أَن الرِّضَا بالفقر قناعة وَالرِّضَا بالذل ضراعة. سمع بَعضهم رجلا يذكرهُ بِسوء فَقَالَ: مَا علم الله منا أَكثر مِمَّا تَقول. ابْن المقفع: إِن مِمَّا سخى بِنَفس الْعَاقِل عَن الدُّنْيَا علمه بِأَن الأرزاق لم تقسم على قدر الأخطار. قَالُوا: الدُّنْيَا حمقاء لَا تميل إِلَّا إِلَى أشباهها.

<<  <  ج: ص:  >  >>