للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِذا كثرت خزان الْأَسْرَار ٤١٣ ضيَاعًا. ثَمَرَة القناعة الرَّاحَة، وَثَمَرَة التَّوَاضُع الْمحبَّة. الْكَرِيم يلين إِذا استعطف، واللئيم يقسو إِذا ألطف. أنكأ لعدوك أَلا تريه أَنَّك تتخذه عدوا. عذابان لَا يكترث لَهما: السّفر الْبعيد؛ وَالْبناء الْكَبِير. قَالُوا: " سَوف " جند من جنود إِبْلِيس أهلك بهَا بشرا كثيرا. وَقيل لبَعض الزهاد: أوصنا. فَقَالَ: إيَّاكُمْ " وسوف ". سُئِلَ بَعضهم: أَي الصدْق السُّكُوت عَنهُ أمثل؟ قَالَ: تَزْكِيَة الْمَرْء نَفسه. وَكَانَ يُقَال: ثَلَاثَة يؤثرون المَال على أنفسهم: تَاجر الْبَحْر، وَالْعَامِل بِالْأَجْرِ، والمرتشي على الحكم. قَالُوا: قبح الله الدُّنْيَا، فَإِنَّهَا إِذا أَقبلت على الْإِنْسَان أَعطَتْهُ محَاسِن غَيره، وَإِذا أَدْبَرت عَنهُ سلبته محَاسِن نَفسه. أعجز النَّاس من قصر فِي طلب صديقه، وأعجز مِنْهُ من وجده فضيعه. قَالَ رجل لأبي عبيد الله: لَئِن أَصبَحت الدُّنْيَا بك مَشْغُولَة لتمسين مِنْك فارغة. فَقَالَ: أنْفق مَا يكون التَّعَب إِذا وعد كَذَّاب حَرِيصًا. اجْتمع عُلَمَاء الْعَرَب والعجم على أَنه لَا يدْرك نعم إِلَّا ببؤس، وَلَا رَاحَة إِلَّا بتعب. الْعَادَات قاهرات، فَمن اعْتَادَ شَيْئا فِي سره وخلواته فضحه فِي عَلَانِيَته وَعند الْمَلأ. قيل: المنى تخلق الْعقل، وتفسد الدّين، وتزرى بالقناعة. قَالَ قُتَيْبَة لحصين: مَا السرُور؟ قَالَ: عقل يقيمك، وَعلم يزينك وَولد يَسُرك، وَمَال يسعك، وَأمن يريحك، وعافية تجمع لَك المسرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>